قدم صلاح دفعة قوية للفريق تحت قيادة المدرب الجديد آرني سلوت، حين قرر التخلي عن المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في باريس، حيث قرر أن فترة إعداد كاملة وغير منقطعة مع ليفربول ستكون أفضل له على المدى الطويل.
رغم أن القرار كان صعبًا لشخص مخلص ووفي لمنتخب بلاده مثل صلاح، فإن تفضيله للبقاء مع فريقه على خوض مغامرة الفوز بميدالية ذهبية مع منتخب مصر، كأحد اللاعبين الثلاثة فوق سن الـ23، يُعد دليلاً على أنه بدأ يفكر في ما هو قادم في مسيرته الكروية.
أظهر صلاح التزامًا كبيرًا، فكان من أوائل اللاعبين الذين شاركوا في التدريبات مع سلوت وفريقه المساعد في مركز تدريب أكسا في يوليو الماضي، بدلاً من التواجد في فرنسا مع الفراعنة.
كان اختبار التحمل “سباق الست دقائق” إحدى اللحظات التي أظهر فيها صلاح قوته، حيث استطاع قطع مسافة تتراوح بين 1.5 و2 كم في مضمار 400 متر، مما أثبت قدراته الكبيرة حتى بعد تقدمه في العمر.
ووصف كونال ميرتاغ، رئيس الأداء البدني في ليفربول، أداء صلاح في هذا الاختبار بـ”الاستثنائي”، حيث تفوق على زميله سيب فان دن بيرغ، الذي يصغره بعشر سنوات.
- اقرأ ايضاً: ليفربول يتفانى في إذلال ميلان على ملعب سان سيرو
يؤكد قرار صلاح بعدم المشاركة في الأولمبياد، وأدائه في التمارين القوي، علي رغبته في تقديم أفضل ما لديه تحت قيادة مدربه الجديد.
سجل صلاح ستة أهداف وصنع خمسة أخرى في أول 10 مباريات تحت قيادة سلوت، مما يدل علي أن قراره بالمشاركة في فترة إعداد كاملة كان قرارًا حكيمًا.
هل كان قرار صلاح بالعودة إلى ليفربول صائبًا؟
كما قرر المصري العودة إلي رعاية ليفربول مبكرًا بدلاً من اللعب مع منتخب بلاده ضد موريتانيا و استعداداً لمواجهة تشيلسي يوم الأحد المقبل، قلقاً بشأن حالة أرضية الملعب الصناعية في استاد نواكشوط، والتي أكدت مصر أنها قد تكون خطيرة.
كما صرح حسام حسن، مدرب المنتخب المصري، أن الموريتانيين لا يترددون في استخدام التدخلات العنيفة ضد الخصم، وأنه لو طلب صلاح منه عدم اللعب بسبب أرضية الملعب، لكان قد وافق دون تردد.
مع اقتراب صلاح من نهاية عقده مع ليفربول، واتخاذه قرارات مثل وضع مصلحة النادي أولاً، يبدو أن اللاعب المصري يتخذ الخيارات الأكثر حكمة للحفاظ على مستواه البدني والفني.
وفي ظل الإصابات التي تعرض لها صلاح خلال مشاركاته الدولية وتأثيرها على لياقته وأدائه، يبدو أن قراره هذه المرة بالعودة إلى النادي بدلاً من اللعب في ظروف خطرة هو خطوة حكيمة تصب في مصلحة مستقبله.
