تصدرت كلمات الوداع المؤثرة من زملاء لوكا مودريتش في ريال مدريد وسائل التواصل الاجتماعي، بعد إعلان الساحر الكرواتي رحيله عن قلعة سانتياغو برنابيو عقب مسيرة استثنائية امتدت لثلاثة عشر عاماً، تاركاً خلفه إرثاً خالداً وذكريات لا تُنسى في قلوب من شاركوه رحلة المجد.
انهالت التحيات من النجوم الحاليين والسابقين للنادي الملكي، حيث عبر الشاب التركي أردا غولر، جوهرة ريال مدريد الصاعدة عن مشاعره بكلمات مليئة بالاحترام: “لوكا أبي، كل ما فعلته بهذا القميص كتب قصة تلهم أحلام كل من يحب كرة القدم. أنت أسطورة حية.”
بينما وجد اللاعب المغربي الدولي إبراهيم دياز، الذي برز بقوة في صفوف النادي الملكي، صعوبة في التعبير عن مشاعره: “اليوم أكافح للعثور على الكلمات، لأن وداع أسطورة مثلك أمر صعب. منذ اليوم الأول الذي وصلت فيه إلى ريال مدريد، منحتني أكثر من النصائح أو الدعم الكروي، منحتني الحب والاحترام، ولن أنسى أبداً كيف عاملتني.”
أما النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور، فشارك بكلمات مؤثرة: “كانت هذه سنوات قضيتها في مشاركة غرفة الملابس مع أسطورة. قصته في مدريد لا مثيل لها، 13 موسماً، 28 لقباً، كلها مكتوبة بأناقة وموهبة وتواضع علمني أكثر من ألف كلمة. تعلمت من خلال مشاهدة تمريراتك بالجانب الخارجي للقدم بأسلوب مودريتش المميز، لكن قبل كل شيء تعلمت من كرمك اليومي.”
وتابع رودريجو مخاطباً مودريتش كالأب: “أبي، اليوم يوم حزين جداً بالنسبة لي ولجميع مشجعي ريال مدريد، لأننا نعلم أننا قريباً لن نراك في الملعب مرتدياً الرقم 10. تعلمت منك داخل وخارج الملعب. أناقتك وقيادتك وعزيمتك تركت بصمة في نفسي إلى الأبد.”
ماذا كتب زملاء مودريتش السابقين؟
من جانبه، علق الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو ببساطة مؤثرة: “شكراً على كل شيء لوكا، لقد كان شرفاً أن أتشارك الكثير من اللحظات معك في النادي. أتمنى لك النجاح في كل ما هو قادم.”
وأضاف القائد السابق سيرجيو راموس، الذي قضى 16 عاماً في ريال مدريد وحقق معه كل الألقاب الممكنة، واصفاً كرة القدم التي يلعبها مودريتش بأنها فن، بينما اكتفى توني كروس، شريكه السابق في خط الوسط ، بنشر قلوب على وسائل التواصل الاجتماعي في تعبير صامت لكنه بليغ عما يعنيه له النجم الكرواتي.
أما ناتشو فرنانديز، المدافع الإسباني الذي شارك مودريتش غرفة الملابس طوال مسيرته في ريال مدريد باستثناء هذا الموسم، فعبر عن مشاعره بكلمات ملؤها الوفاء: “لوكيتا الحبيب… إعجاب واحترام لشخص ولاعب مثالي. سحرك في الملعب هو نفس السحر الذي تنشره على جميعنا الذين يعجبون بك. اسمك محفور على شعار ريال مدريد.”
وشارك إيسكو أيضاً بكلمات طيبة لزميله السابق: “جعل الجميع يحبونك هو أصعب شيء، وقد حققت ذلك بكرة القدم التي تلعبها وبشخصيتك! أنت صديق رائع!” بينما علق ألفارو أربيلوا، مدرب الفريق تحت 19 عاماً حالياً واللاعب السابق في النادي، بكلمتين مختصرتين لكنهما معبرتان: “واحد منا”.
ولم تقتصر كلمات الوداع على زملاء النادي فحسب، بل امتدت لتشمل نجوماً من أندية أخرى، حيث قال الأسطورة الأندلسية خواكين سانشيز، قائد ريال بيتيس السابق: “شكراً على كرة القدم التي قدمتها أيها الأسطورة.”
كما علق إيفان راكيتيتش، زميله في المنتخب الكرواتي ولاعب الوسط المخضرم الذي لعب لبرشلونة وإشبيلية: “فريد من نوعه! شكراً أخي، شكراً أيها الأسطورة.”
أما أجمل التحيات فجاءت من أحد أصدقاء مودريتش المقربين الذي كتب: “عبقري وصديق وأخ جعل من كرة القدم شكلاً فنياً يودع ريال مدريد. واحد من هؤلاء اللاعبين الذين يملأ من أجلهم مشجعو ريال مدريد الملعب ويتوقف العالم أمام الشاشة في كل مباراة. لاعب استثنائي بصفاته الكروية والإنسانية. أضواء البرنابيو لن تُضاء مرة أخرى لرؤيتك في الملعب، لكن كتب تاريخ ريال مدريد ستحتويك دائماً بين الأعظم.”
يأتي وداع مودريتش بعد مسيرة مذهلة دامت 13 عاماً في قلعة سانتياغو برنابيو، حيث يرحل اللاعب البالغ من العمر 39 عاماً كأكبر لاعب مثل الفريق، وأكبر من سجل هدفاً بقميصه، وأكثر من توج بالألقاب في تاريخه برقم قياسي يبلغ 28 لقباً، مما يجعله اللاعب الأكثر تتويجاً في تاريخ النادي الإسباني العريق.
رحيل الساحر الكرواتي لم يكن مجرد خبر عابر في عالم كرة القدم، بل لحظة مؤثرة أثارت عاصفة من ردود الأفعال، خاصة تجاه نجم نال احترام الجميع، ليس فقط لإنجازاته، بل لشخصيته المتواضعة التي جمعت قلوب زملائه ومنافسيه على حد سواء، ليكتب بذلك اسمه بأحرف من ذهب في سجلات النادي الملكي وفي قلوب عشاق الساحرة المستديرة حول العالم.
اقرأ ايضاً:
