ما هي صفقات الترجي التونسي قبل كأس العالم للأندية؟

تشهد كواليس نادي الترجي التونسي حالة من التوتر والانقسام مع اقتراب انطلاق كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تصاعدت انتقادات الجماهير لسياسة الإدارة في ميركاتو الترجي الذي اقتصر على صفقة واحدة فقط.
منح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الأندية المشاركة في البطولة فترة انتقالات استثنائية للتعاقد مع لاعبين جدد بين الأول و10 يونيو الجاري، وهي فرصة ذهبية لم تستثمرها إدارة الترجي بالشكل المطلوب.
فبينما استغلت الأندية الكبرى مثل تشيلسي الإنجليزي وفلامنغو البرازيلي هذه الفترة لإبرام صفقات متعددة، اكتفى الترجي بصفقة واحدة فقط.
صفقة وحيدة بلا تأثير في ميركاتو الترجي
تمكن الترجي من ضم الجناح الأيسر يونس راشد كصفقة وحيدة في هذا الميركاتو الصيفي الاستثنائي، لكن المفارقة أن اللاعب لن يصل إلا في الأول من يوليو، مما يعني استبعاده من كأس العالم للأندية عملياً.
ويثير هذا التوقيت المتأخر تساؤلات حول فعالية التخطيط الإداري وجدوى هذه الصفقة في ظل الظرف الاستثنائي.
كما كانت هناك آمال كبيرة في عودة نجوم الفريق السابقين إلى صفوف النادي، حيث سعت الإدارة لاستعادة خدمات يوسف المساكني ومحمد علي بن رمضان، بالإضافة للجزائري ياسين بن زية.
لكن باءت هذه المحاولات بالفشل، فالمساكني اعتذر لأسباب مالية، وبن رمضان اختار الانضمام للأهلي المصري بعد مغادرته الدوري المجري، بينما لم تشهد صفقة بن زية أي تطورات تُذكر.
انتقاد الجماهير لإدارة الترجي
أعربت جماهير النادي عن استيائها الشديد من نهج مجلس الإدارة برئاسة حمدي المدب، واعتبرت أن النادي يتعامل مع كأس العالم للأندية وكأنها دورة ودية، وهو ما أثار غضب المشجعين الذين يرون أن ناديهم يحرم نفسه من فرصة ذهبية للتنافس على الساحة العالمية.
وأثار غياب المباريات الودية التحضيرية تساؤلات عديدة، خاصة في ظل اقتراب مواجهة فلامنغو البرازيلي، وهو ما برره المدرب ماهر الكنزاري بصعوبة إيجاد منافس مناسب خلال الفترة المتاحة، وهو تبرير لم يُقنع الجماهير التي رأت في الأمر مؤشراً على ضعف الجدية في التحضير.
كما برر غياب صفقات الترجي على أن الإدارة تفضل الاستثمار في اللاعبين للعوائد طويلة الأجل بدلاً من التعاقدات المؤقتة لبطولة واحدة.
ويستعد الترجي لمواجهة فلامنغو البرازيلي في 17 يونيو الجاري ضمن المجموعة الرابعة، وسط مخاوف حقيقية من عدم جاهزية الفريق، فغياب التعزيزات وقلة المباريات التحضيرية يضع الفريق في موقف صعب أمام منافس قوي استعد جيداً للبطولة.
وتكشف أزمة ميركاتو الترجي قبل كأس العالم للأندية عن خلل واضح في التخطيط والرؤية الإدارية، فالاكتفاء بصفقة واحدة لن تفيد الفريق في البطولة، وعدم استغلال فترة انتقالات الفيفا الاستثنائية بالشكل الأمثل، يضع علامات استفهام كبيرة حول جدية النادي في التنافس على أعلى مستوى.
وتبقى الأيام القليلة القادمة حاسمة لمعرفة ما إذا كان بإمكان الترجي تدارك الوضع أم أن الفريق سيدخل البطولة بنفس التركيبة التي قد لا تكون كافية لتحقيق نتائج مشرفة في هذا الحدث العالمي المهم.