إنتر ميلان على حافة الإنهيار.. وخطر رحيل النجوم يهدد مستقبل الفريق

فقد إنتر ميلان كل شيء في غضون أسابيع، بعد أن كان على بُعد خطوات من موسم تاريخي يجمع بين لقب الدوري الإيطالي والتتويج الأوروبي، لكنه انهار بطريقة مفاجئة وصادمة لجماهيره، وأصبح يعيش أزمة داخل وخارج الملعب تهدد استقراره ومستقبله.
قبل أسابيع معدودة، كان إنتر ميلان على أعتاب موسم تاريخي بقيادة هدافه الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز، حيث بدا أن الفريق في طريقه لحصد لقبي الدوري الإيطالي ودوري أبطال أوروبا.
لكن الواقع كان قاسيًا، فبعد صراع طويل في الكالتشيو، انتزع نابولي اللقب، لتأتي بعدها الضربة القاضية بخسارة ثقيلة أمام باريس سان جيرمان بخمسة أهداف دون رد في نهائي المسابقة الأوروبية، في ليلة ستبقى محفورة في ذاكرة جماهير النيراتزوري كواحدة من أكثر اللحظات إحباطًا في تاريخ النادي القاري.
بعد هذه الخيبة، حاول النادي تعويض الإخفاق في كأس العالم للأندية التي تقام في الولايات المتحدة، إلا أن الآمال تبخرت مجددًا، حيث لم يستطع المدرب الجديد كريستيان تشيفو، الذي استلم المهمة قبل أقل من شهر خلفًا لسيموني إنزاغي، إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وودع الفريق البطولة من دور الـ16 بعد خسارة قاسية أمام فلومينينسي البرازيلي، ما فتح الباب أمام أزمة داخلية انفجرت في وجه الجميع.
ماذا قال لاوتارو مارتينيز بعد الخروج من كأس العالم للأندية؟
عبر قائد الفريق لاوتارو مارتينيز عن غضبه الشديد بعد الخروج المهين، موجهًا رسائل قاسية لبعض زملائه دون أن يسميهم، حين قال: “من لا يريد أن يكون هنا، فليغادر. من يرغب في القتال والبقاء، فليبقَ، ومن لا يريد، فليرحل من فضلكم”.
وسرعان ما كشف رئيس النادي جوزيبي ماروتا أن لاوتارو كان يقصد بكلامه زميله التركي هاكان تشالهان أوغلو، متوسط الميدان البالغ من العمر 31 عامًا، والذي يحمل الجنسية التركية لكنه وُلد وترعرع في ألمانيا.
لم يتأخر تشالهان أوغلو في الرد، ونشر عبر حسابه الرسمي على إنستغرام رسالة حملت الكثير من الدلالات: “الكلمات التي تفرق لا توحد. التاريخ سيتذكر من وقف بثبات، لا من رفع صوته. مستقبلي؟ سنرى. لم أقل يومًا أنني لست سعيدًا هنا، ولم أخن هذا القميص يومًا”.
هذا التصعيد العلني زاد من غموض مستقبل اللاعب، خصوصًا مع الأخبار المتزايدة عن رغبة غلطة سراي التركي في استقدامه، حيث عرض النادي عرضًا ماليًا مغريًا لإقناعه بخوض أول تجربة احترافية له في أرض أجداده.
وأشارت صحيفة “لا غازيتا ديلو سبورت” الإيطالية اليوم إلى أن انتقال تشالهان أوغلو إلى تركيا بات وشيكًا، رغم أن عرضًا رسميًا لم يُقدَّم بعد، إلا أن رغبة اللاعب تبدو واضحة.
أزمة رحيل تهدد إستقرار إنتر ميلان
لم تتوقف المتاعب عند هذا الحد، فالنادي يواجه خطر فقدان الهولندي دينزل دومفريس، الظهير الأيمن البالغ من العمر 29 عامًا، الذي يملك شرطًا جزائيًا منخفضًا لا يتجاوز 25 مليون يورو، ما جعله هدفًا لأندية أوروبية كبرى مثل مانشستر سيتي وبرشلونة، خاصة مع حاجة كلا الفريقين لتدعيم الجبهة اليمنى بلاعب يمتلك القوة والسرعة والانضباط التكتيكي.
وإلى جانب دومفريس، يبدو أن الحارس السويسري يان زومر يعيش حالة من الإحباط الشديد بعد الخسارة القاسية أمام باريس سان جيرمان، حيث بدأ يفكر في الرحيل إذا جاءه عرض من نادٍ يملك مشروعًا تنافسيًا أكبر.
هذا الثلاثي المحتمل الرحيل يعيد إلى الأذهان كابوس عام 2023، عندما غادر النادي ثلاثة من أهم نجومه وهم مارسيلو بروزوفيتش، أندريه أونانا، وميلان شكرينيار، وذلك بعد الهزيمة المؤلمة في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام مانشستر سيتي.
هذا الوضع الحالي يضع إدارة إنتر ميلان في موقف صعب للغاية، حيث تجد نفسها أمام تحدٍ جديد يتمثل في إعادة بناء الفريق مرة أخرى وترميم الشروخ الداخلية التي ظهرت بوضوح في غرفة الملابس.