أكد المنتخب الجزائري “الثاني” جاهزيته لخوض بطولة كأس العرب المقبلة، بعدما حقق فوزًا مقنعًا على نظيره الفلسطيني بنتيجة (3-0)، في المباراة الودية التي أقيمت مساء الخميس 9 أكتوبر 2025 بملعب 19 ماي 1956 بمدينة عنابة، قبل الدخول في غمار المنافسات الرسمية المقبلة.
بهذا الانتصار المعنوي، يبعث “الخضر” رسالة قوية قبل انطلاق كأس العرب “فيفا 2025” المقررة في قطر، مؤكدين جاهزيتهم للمنافسة على اللقب بطموح تكرار إنجاز النسخة الماضية والتتويج من جديد.
دخل أشبال المدرب مجيد بوقرة اللقاء بعزيمة واضحة للسيطرة منذ البداية، ففرضوا إيقاعهم بفضل تحركات متناسقة بين الخطوط وفعالية هجومية قادها الثلاثي أمير سعيود، عادل بولبينة، ورضوان بركان.
وترجم “الخضر” تفوقهم المبكر بافتتاح التسجيل في الدقيقة 13 عبر رضوان بركان، الذي استغل خطأ دفاعيًا ليسكن الكرة الشباك بتسديدة قوية. وبعد مرور 13 دقيقة فقط، عاد اللاعب نفسه ليضاعف النتيجة إثر هجمة جماعية منسقة أنهاها بلمسة دقيقة داخل المرمى.
وفي الدقيقة 35، تحصل المنتخب الجزائري على ركلة جزاء بعد عرقلة واضحة داخل المنطقة، انبرى لها عادل بولبينة بنجاح، مسجلًا الهدف الثالث الذي أكد تفوق أصحاب الأرض أداءً ونتيجة.
هدأ إيقاع اللعب نسبيًا في الشوط الثاني، مع استمرار سيطرة المنتخب الجزائري على مجريات المباراة بفضل انضباطه التكتيكي ودقة تمريراته، في حين واجه المنتخب الفلسطيني صعوبة في تهديد المرمى الجزائري الذي حافظ على نظافة شباكه حتى النهاية.
الجزائر.. تجربة نوعية لاختبار قائمة موسّعة بقيادة بوقرة
خاض المنتخب الجزائري للمحليين بقيادة المدرب مجيد بوقرة مواجهة ودية أمام فلسطين ضمن مرحلة الإعداد المكثّف لكأس العرب المقبلة، في إطار معسكر موسّع شهد استدعاء 25 لاعبًا من داخل وخارج البلاد، ضمن عملية تجديد وتوسيع قاعدة الاختيار.
وضمت قائمة بوقرة مزيجًا من العناصر المحلية المتميزة وأسماء محترفة في الخارج، من بينها الحارسان كريم بلعزوف (رين الفرنسي) ورضا يسلي (واندررز الأسترالي)، إضافة إلى أمير سعيود نجم نادي الحزم السعودي، ورفيق غيتان مهاجم أشتوريل البرتغالي، إلى جانب لاعبين آخرين ينشطون في الدوريات القطرية والتونسية والمصرية.
وحرص الجهاز الفني الجزائري خلال هذا المعسكر على اختبار الجاهزية البدنية والتكتيكية لعناصره الجديدة، ومنح الفرصة للاعبين الذين استُدعوا لأول مرة، تمهيدًا لحسم القائمة النهائية المشاركة في البطولة العربية المقبلة.
ورأى بوقرة أن اللقاء شكّل اختبارًا حقيقيًا لـ“الخُضر المحليين”، خاصة أنه جاء أمام منتخب يتميز بالانضباط والروح القتالية مثل فلسطين، ما أتاح للطاقم الفني فرصة تقييم واقعية لقدرات اللاعبين تحت الضغط.
فلسطين.. اختبار قوي أمام بطل سابق لكأس العرب
من جانبه، اعتبر المنتخب الفلسطيني بقيادة المدرب إيهاب أبو جزر هذه المواجهة محطة مهمة ضمن برنامجه التحضيري، مؤكدًا أن اللعب أمام الجزائر مثّل فرصة ذهبية للاحتكاك واكتساب الخبرة أمام فريق يضم لاعبين مميزين ومدربًا عالي الكفاءة.
وأوضح أبو جزر في تصريحاته أن المنتخب الجزائري يُعد من أقوى المنتخبات العربية، كونه بطلًا سابقًا لكأس العرب ويضم عناصر تنشط في دوريات أوروبية مرموقة، ما جعل المواجهة ذات فائدة كبيرة من الناحيتين الفنية والنفسية لرفع مستوى لاعبيه.
وأشار المدرب إلى أن هذه المباراة ساعدت فريقه كثيرًا قبل المواجهة المرتقبة أمام منتخب ليبيا، موضحًا أن المنتخب الليبي يعتمد على أسلوب مشابه للكرة الجزائرية، وهو ما منح اللقاء بعدًا تحضيريًا عمليًا.
وكانت بعثة المنتخب الفلسطيني قد وصلت إلى الجزائر مطلع الأسبوع، حيث حظيت باستقبال رسمي من الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وخاض الفريق تدريبات مكثفة على أرضية ملعب “19 ماي” بمدينة عنابة، استعدادًا للقاءين الوديين اللذين أقيما يومي 9 و13 أكتوبر الجاري.
