حقق المنتخب المغربي انتصارًا جديدًا ومستحقًا على حساب نظيره الكونغولي بنتيجة (1-0)، في اللقاء الذي احتضنه ملعب الأمير مولاي عبد الله بالعاصمة الرباط مساء الثلاثاء 14 أكتوبر 2025، ضمن الجولة الأخيرة من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2026.
بهذا الانتصار، واصل المنتخب المغربي سلسلة عروضه المميزة محليًا وقاريًا تحت قيادة المدرب وليد الركراكي، وحقق رقمًا تاريخيًا عالميًا كأول منتخب يصل إلى 16 فوزًا متتاليًا في جميع المباريات الرسمية والودية، متجاوزًا الرقم المشترك السابق لإسبانيا وألمانيا (15 انتصارًا).
كما أكد هيمنة التامة على المجموعة الخامسة بتحقيق العلامة الكاملة 24 نقطة من 8 مباريات، وسجل 22 هدفًا، واهتزت شباكه مرتين فقط، فيما حصد منتخب النيجر المركز الثاني بـ15 نقطة، مقابل 10 نقاط لتنزانيا، و9 لزامبيا، ونقطة واحدة للكونغو.
تفوق ميداني مغربي منذ البداية
دخل المنتخب المغربي المواجهة بمعنويات عالية، رغم ضمان تأهله مسبقًا إلى المونديال، حيث بدا واضحًا منذ البداية إصرار “الأسود” على تحقيق الانتصار وتحطيم الرقم القياسي العالمي في سلسلة الانتصارات المتتالية.
استحوذ أصحاب الأرض على مجريات اللعب من الدقائق الأولى، وهددوا المرمى الكونغولي مبكرًا عبر إسماعيل الصيباري الذي كاد أن يسجل من تمريرة ذكية من إبراهيم دياز، إلا أن تسديدته مرت بجوار القائم.
المنتخب الكونغولي، بقيادة مدربه فابريتسيو تشيزانا، اكتفى بالدفاع الكثيف واعتمد على التمركز الخلفي، لكن ذلك لم يمنع المغرب من فرض أسلوبه الهجومي المتنوع، عبر تحركات الزلزولي ودياز والصيباري، مع انطلاقات أشرف حكيمي من الجهة اليمنى.
وفي الدقيقة 36، أهدر حمزة إيغامان فرصة محققة للتسجيل بعد عرضية متقنة من سفيان الكرواني، غير أن دفاع الكونغو أبعد الكرة في اللحظة الأخيرة. وواصل “الأسود” ضغطهم حتى نهاية الشوط الأول، الذي انتهى بتعادل سلبي رغم السيطرة المغربية المطلقة.
النصيري يحسمها وحكيمي يصنع الفارق
أجرى وليد الركراكي تغييرًا هجوميًا مع بداية الشوط الثاني بدخول يوسف النصيري مكان إلياس بنصغير، في محاولة لتنشيط الخط الأمامي وكسر التكتل الدفاعي للضيوف.
وجاءت أولى المحاولات في الدقيقة 47 عبر رأسية عبد الصمد الزلزولي بعد عرضية من حكيمي، لكنها لم تجد طريقها إلى المرمى. وبعدها بدقائق، قدّم حكيمي تمريرة متقنة داخل المنطقة لم يُحسن النصيري التعامل معها.
غير أن النجم المغربي أشرف حكيمي عاد ليؤكد قيمته العالية عندما انطلق بسرعة خاطفة على الجهة اليمنى، وأرسل كرة عرضية دقيقة نحو يوسف النصيري الذي انفلت من المراقبة وأسكنها الشباك في الدقيقة 63، مسجلًا هدف الفوز الوحيد ومؤكدًا صدارته كأحد أبرز المهاجمين في القارة الإفريقية.
أجرى الركراكي بعد الهدف سلسلة تغييرات لتعزيز التوازن، بدخول أيوب الكعبي وإلياس أخوماش وآدم ماسينا، مع الحفاظ على النسق الهجومي. وكاد الكعبي أن يضيف الهدف الثاني بتسديدة قوية في الدقيقة 73، فيما ظل الحارس ياسين بونو شبه متفرغ في مرماه بسبب غياب أي خطورة كونغولية تُذكر.
واستمرت السيطرة المغربية حتى صافرة النهاية، ليحسم “أسود الأطلس” اللقاء بنتيجة 1-0، ويرفعوا رصيدهم إلى 21 نقطة كاملة في صدارة المجموعة، متقدمين على منتخب النيجر (15 نقطة)، بينما بقي منتخب الكونغو في ذيل الترتيب بنقطة يتيمة.
