خطف ريال مدريد انتصارًا صعبًا وثمين من مضيفه خيتافي بنتيجة (1-0)، في المواجهة التي جمعت الفريقين مساء اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025 على ملعب “كوليسيوم ألفونسو بيريز”، ضمن منافسات الجولة التاسعة من الدوري الإسباني 2026-25.
وجاء الفوز بتوقيع النجم الفرنسي كيليان مبابي في الدقائق الأخيرة، ليمنح “الميرينغي” ثلاث نقاط غالية أعادته إلى القمة بفارق نقطتين عن أقرب مطارديه برشلونة. أما خيتافي فتجمد رصيده عند 11 نقطة في المركز الـ12.
فينيسيوس يُربك خيتافي ويُشعل المباراة
دخل ريال مدريد اللقاء بطموح واضح للعودة إلى الصدارة، لكن خيتافي أظهر صلابة دفاعية أربكت كتيبة المدرب تشابي ألونسو في الشوط الأول.
ومع بداية الشوط الثاني، ألقى ألونسو بورقته الرابحة فينيسيوس جونيور الذي كان بمثابة الشرارة التي أشعلت المباراة.
وأربك الجناح البرازيلي دفاع خيتافي بسرعته ومراوغاته، وجعل المدافعين يعيشون لحظات من الارتباك، خصوصًا الظهير ألان نيوم الذي لم تمضِ سوى ثوانٍ على دخوله حتى ارتكب خطأً عنيفًا ضد فينيسيوس، ليتلقى بطاقة حمراء مباشرة بعد تدخل غاضب خارج إطار الكرة.
هذا الطرد غيّر مجرى اللقاء تمامًا، إذ وجد ريال مدريد نفسه في موقف مثالي لاستغلال النقص العددي في صفوف أصحاب الأرض.
مبابي يحسم المواجهة ويعيد الريال للقمة
استغل ريال مدريد التفوق العددي وضغط بكل خطوطه نحو مرمى دافيد سوريا، وكاد مبابي أن يسجل من ركلة حرة مباشرة مرت بجانب القائم، قبل أن ينجح أخيرًا في فكّ شيفرة الدفاع في الدقيقة 82.
جاء الهدف بعد تمريرة رائعة في عمق الدفاع من البديل أردا غولر روضها مبابي بذكاء شديد، ويصوب كرة قوية أسكنها الشباك رغم محاولة سوريا لإبعادها.
حاول خيتافي العودة في الدقائق الأخيرة رغم النقص العددي، ورغم أن الأمر ازداد سوءًا حين طُرد لاعب آخر “سان كريستوبال سانشيز” بعد تلقيه الإنذار الثاني، إلا انه كاد يخطف التعادل عن طريق كامارا لولا تألق كورتوا بشكل رائع في الثواني الأخيرة من الوقت الضائع في فرصة إنفراد صريح.
بهذا الانتصار، يواصل ريال مدريد سلسلة انتصاراته المتتالية على خيتافي للمباراة الثامنة على التوالي.
وضمت تشكيلة ريال مدريد الأساسية اليوم كل من: “تيبو كورتوا – ألفارو كاريراس – دافيد ألابا – إيدير ميليتاو – فيديريكو فالفيردي – أوريلين تشواميني – فرانكو ماستانتونو – جود بيلينجهام – رودريجو جوس – إدواردو كامافينجا – كيليان مبابي”.
في حين جاءت تشكيلة خيتافي كالآتي: “دافيد سوريا – دومينغوس دوارتي – دييجو ريكو – خوان إيغليسياس – دجيني داكونام – كيكو – أليخاندرو سانكريس – ماورو أرامباري – لويس ميلا – ماريو مارتن – أليخاندرو ليسو”.
ودخل ريال مدريد اللقاء بمعنويات مرتفعة بعد أن تجاوز سريعًا صدمة خسارته الأولى في الموسم، إذ رد بقوة من خلال انتصارين كبيرين بنتيجة إجمالية بلغت ثمانية أهداف مقابل هدف واحد، ليؤكد أحقيته في صدارة الترتيب ويحافظ في الوقت ذاته على سجله المثالي في دوري أبطال أوروبا.
وحقق النادي الملكي 10 انتصارات في آخر 11 مباراة له في الليغا، مسجلًا هدفين على الأقل في كل من مبارياته السبع الأخيرة، في دلالة واضحة على الطابع الهجومي الجارف الذي يطبعه كارلو أنشيلوتي على الفريق هذا الموسم.
ورغم تفوقه الساحق على خيتافي في السنوات الأخيرة، إذ فاز عليه في آخر سبع مواجهات بينهما في الدوري مع الحفاظ على نظافة شباكه في ست منها، فإن ريال مدريد دخل هذه المباراة وسط أزمة دفاعية غير مسبوقة.
فقد انضم دين هويسن إلى قائمة المصابين التي تضم أكثر من مدافع أساسي، وهو ما يفرض على ألونسو إعادة ترتيب أوراقه في الخط الخلفي مع الاعتماد على حيوية خط الوسط وسرعة الأجنحة في تعويض أي خلل محتمل.
وتجنب ريال مدريد سيناريو لم يحدث منذ مطلع القرن، وهو التعرض لهزيمتين متتاليتين في ديربيات مدريد بالدوري، بعد سقوطه الكبير بنتيجة 5-2 أمام أتلتيكو في المواجهة السابقة.
خيتافي.. يفشل في استعادة التوازن
لم تكن بداية نادي خيتافي في موسم 2024–2025 سيئة تمامًا، إذ تمكن الفريق من الفوز في 3 مباريات من أول 4 جولات، قبل أن يتراجع مستواه بشكل ملحوظ ويدخل سلسلة من النتائج السلبية بثلاث خسائر وتعادلين في آخر 4 مباريات.
وحاول المدرب خوسيه بوردالاس الاستفادة من عامل الأرض والجمهور لتحقيق انتفاضة طال انتظارها، ولكنه عجز مجددًا رغم أن الفريق لم يخسر أي مباراة على ملعبه هذا الموسم (فوز وتعادلان).
ولم يحقق خيتافي سوى فوز واحد في آخر 24 ديربيًا ضمن فرق منطقة مدريد في الليغا، مقابل ثماني تعادلات و15 هزيمة، وهو رقم يوضح مدى الصعوبات التي يواجهها الفريق في مواجهات الجيران الأقوياء.
