قاد محمد صلاح منتخب مصر لفوزٍ صعب في مستهل مشواره بكأس أمم إفريقيا 2025 على زيمبابوي بنتيجة (2-1)، في المباراة التي جمعت بينهما على الملعب الكبير بمدينة أغادير “أدرار”، مساء الإثنين 22 ديسمبر 2025، ضمن الجولة الأولى للمجموعة الثانية التي تضم ايضًا منتخبي أنغولا وجنوب إفريقيا.
وواجه المنتخب المصري صعوبة بالغة في التعامل مع أضعف خصم في المجموعة وبخاصة بعدما تأخر في النتيجة خلال الشوط الأول، قبل أن ينتفض في الحصة الثانية ويخطف الانتصار بفضل هدف نجم ليفربول محمد صلاح في الوقت المحتسب بدل من الضائع.
وبهذا الانتصار، تساوى منتخب مصر في صدارة المجموعة مع جنوب إفريقيا بثلاث نقاط لكل منهما، حيث حقق البافانا بافانا الانتصار في المباراة الافتتاحية أمام أنغولا بهدفين مقابل هدف واحد.
وسيلتقي المنتخب المصري مع جنوب إفريقيا في الجولة الثانية يوم الجمعة 26 ديسمبر 2025 عند الساعة الخامسة مساءً بتوقيت القاهرة، وذلك بعد مواجهة أنغولا أمام زيمبابوي المقررة في الساعة الثانية والنصف.
الفراعنة يدفعون ثمن إهدار الفرص
شهدت بداية المباراة سيطرة واضحة من المنتخب المصري على الكرة، حيث تبادل لاعبو الفراعنة التمريرات في محاولة لاختراق دفاع زيمبابوي، وكانت أولى المحاولات الخطرة في الدقيقة الرابعة عندما سيطر إمام عاشور على تمريرة داخل منطقة الجزاء وسدد كرة تصدى لها أحد المدافعين.
وسنحت بعدها فرصتين للمنتخب المصري حينما تلقى تريزيجيه عرضية داخل المنطقة حولها برأسية باتجاه المرمى ولكن الحارس واشنطن أريبي تصدى لها بصعوبة، كما مرت تصويبة إمام عاشور في مواجهة المرمى بجوار القائم.
وخطف بعدها منتخب زيمبابوي هدف التقدم عند الدقيقة 20، من هجمة مرتدة سريعة بعد تمريرة من إيمانويل جالاي في عمق الدفاع خلف حسام عبدالمجيد وصلت إلى برنس ديوب الذي استلم الكرة بأريحية وسددها على يمين الشناوي.
وكاد برنس ديوب أن يضاعف النتيجة في الدقيقة 25 بتسديدة قوية من داخل منطقة الجزاء تصدى لها الشناوي بصعوبة لترتد من يده قبل أن يتدخل ياسر إبراهيم ويبعدها في اللحظة الأخيرة من أمام المهاجم قبل أن يكملها داخل الشباك.
مع مرور نصف الساعة، حاول المنتخب المصري فرض السيطرة على منتصف الملعب مع تمريرات قصيرة متتالية، لكن الضغط الدفاعي الزيمبابوي حال دون خلق فرص حقيقية للتسجيل، قبل أن يجرى حسام حسن أول تبديل في صفوف مصر بالدقيقة 34 بدخول مصطفى محمد بدلاً من إمام عاشور لتعزيز الهجوم.
وظهر مرموش بفرصتين حينما صوب كرة من مسافة بعيدة أبعدها الحارس إلى الركنية، أما الثانية فمرت بعيدة تمامًا عن المرمى بعد أن تخلص من المدافع بمهارة وفتح لنفسه زاوية تصويب رائعة، لينتهي الشوط الأول بتأخر مصر 1-0.
مرموش يُعدل وصلاح يحسمها
مع بداية الشوط الثاني، كثف المنتخب المصري ضغطه في محاولة لتعديل النتيجة، ونجح أخيرًا في الدقيقة 64 عن طريق عمر مرموش، الذي استقبل تمريرة طولية من محمد حمدي في الجهة اليسرى، وانطلق بسرعة إلى داخل منطقة الجزاء قبل أن يسدد كرة قوية في سقف الشباك.
وفي الدقيقة 66، أجرى المدرب حسام حسن تغييرين دفعة واحدة بإشراك أحمد سيد زيزو وإبراهيم بدلًا من مروان عطية وتريزيجيه لتعزيز الهجوم.
وجاءت اللحظة الحاسمة من محمد صلاح في الدقيقة 90+1 ليسجل الهدف الثاني بعد تمريرة طولية في عمق الدفاع من مصطفى محمد هيأها لنفسه وسددها بوجه القدم على يسار الحارس، ليقود المنتخب المصري لتحقيق الانتصار.
تشكيلة منتخب مصر الأساسية
محمد الشناوي – محمد حمدي – ياسر إبراهيم – محمد هاني – حسام عبدالمجيد – حمدي فتحي – إمام عاشور – مروان عطية – محمود حسن تريزيجيه – محمد صلاح – عمر مرموش.
وضمت دكة البدلاء كل من: “خالد صبحي – رامي ربيع – أسامة فيصل – محمد شحاتة – مهند لاشين – أحمد سيد زيزو – مصطفى محمد – صلاح محسن – أحمد الشناوي – محمود صابر – أحمد عيد – مصطفى فتحي – إبراهيم عادل – مصطفى شوبير – أحمد أبو الفتوح”.
تشكيلة منتخب زيمبابوي الأساسية
واشنطن أريبي – موناشي غاراناغا – غودنوز مورويرا – هاديبي – جون جيرالد تاكوارا – مسيندامي – برنس دوبى – مارفيلوس ناكامبا – فابيش – جالاي – نافايا.
دخل منتخب مصر البطولة بوصفه أحد أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب، مستندًا إلى تاريخ طويل من النجاحات القارية وخبرة كبيرة في مثل هذه المواعيد.
ويقود “الفراعنة” هذه المرحلة المدير الفني حسام حسن، الأسطورة التي عرفت طريق التتويج بالبطولة ثلاث مرات لاعبًا، ويأمل اليوم في ترجمة خبرته داخل المستطيل الأخضر إلى إنجاز جديد من على مقاعد البدلاء، ووضع حدٍّ لسنوات الانتظار منذ آخر تتويج قاري عام 2010.
ويتقدم محمد صلاح واجهة الطموح المصري، في ظل امتلاك المنتخب مجموعة من العناصر صاحبة الخبرة والقدرة على حسم المواجهات الكبرى.
ورغم التحديات التي مر بها قائد “الفراعنة” مؤخرًا على مستوى الأندية، يعوّل الجهاز الفني على أن تكون البطولة القارية محطة مثالية لاستعادة بريقه المعهود وقيادة المنتخب نحو بداية قوية تعزز آمال التتويج.
في المقابل، يخوض منتخب زيمبابوي المواجهة بعقلية الباحث عن كسر القيود التاريخية، بعدما أخفق في تجاوز دور المجموعات خلال مشاركاته الخمس السابقة في النهائيات.
ويأمل منتخب زيمبابوي، تحت قيادة مدربه الروماني ماريان مارينيكا، في تقديم نسخة أكثر توازنًا وقدرة على مقارعة الكبار، مستفيدًا من خبرة مدربه الذي سبق له قيادة مالاوي إلى دور الـ16 للمرة الأولى في تاريخها، في إنجاز لافت خلال نسخة 2021.
تاريخ مواجهات مصر ضد زيمبابوي
تحمل مواجهة أغادير الرقم 14 في تاريخ لقاءات مصر وزيمبابوي، وهي مواجهات تميل كفّتها بوضوح لصالح المنتخب المصري. فقد فرض “الفراعنة” سيطرتهم على أغلب المحطات السابقة، محققين ثمانية انتصارات، مقابل أربعة تعادلات، بينما لم ينجح منتخب زيمبابوي في تحقيق الفوز سوى مرة واحدة.
وعلى مستوى نهائيات كأس أمم إفريقيا، سبق للمنتخبين أن تواجها خلال نسخة 2004، حيث أكد المنتخب المصري تفوقه التاريخي بتحقيق انتصارين متتاليين، في مسار عكس الفارق في الخبرة والنجاعة خلال المباريات القارية، ورسّخ الهيمنة المصرية في سجل المواجهات المباشرة بين الطرفين.
