يعد ملعب ريال مدريد سانتياغو برنابيو من أشهر المعالم الرياضية في تاريخ كرة القدم، واستضاف نهائي دوري أبطال أوروبا أربع مرات في 1957، 1969، 1980، و2010؛ كما تم اختياره لاستضافة نهائي كأس العالم 2030.
واطلق على الملعب اسم لاعب كرة القدم السابق ورئيس ريال مدريد الأسطوري “سانتياغو برنابيو”، الذي كان لاعباً في صفوف الفريق خلال العشرينيات والثلاثينيات، ثم أصبح رئيساً للنادي في عام 1943، واستمر في هذا المنصب حتى عام 1978.
وساهم سانتياغو برنابيو بشكل كبير في بناء الملعب وتطويره ليصبح واحداً من أكبر الملاعب حينها، ولذلك قرر النادي عند اكتمال بنائه في عام 1947 أن يسميه “سانتياغو برنابيو” تكريماً لدوره وإسهاماته الكبيرة، ووضعه الأسس التي جعلت من النادي الملكي أحد أكبر الأندية في أوروبا والعالم.
وخضع الملعب لعدة تجديدات وتطويرات كبيرة، إلا أن التطوير الذي حدث في عهد الرئيس فلورنتينو بيريز يُعد الأبرز على الإطلاق، حيث تم إضافة السقف القابل للتحريك، وتحديث المرافق والمناطق المحيطة، بالإضافة إلى تقنيات أخرى متطورة لسحب أرضية الملعب واستقبال الحفلات، وشاشات العرض العملاقة.
من هو سانتياغو برنابيو؟
وُلد سانتياغو برنابيو في مدينة الباسيتي عام 1895، وانتقل مع عائلته إلى العاصمة مدريد وهو في الخامسة من عمره. بعد أقل من عقد من الزمن، انضم إلى قطاع الشباب في نادي مدريد لكرة القدم، كما كان يُعرف في ذلك الوقت.
وبرز برنابيو كمهاجم شاب ونجح في الانضمام إلى الفريق الأول، حيث بقي فيه حتى اعتزاله عام 1927. وعلى الرغم من حصوله على شهادة في القانون، قرر العمل في مجالات أخرى، فتولى العديد من الأدوار التدريبية والإدارية داخل النادي.
تعرف برنابيو على مجال العمل الإداري في كرة القدم الذي أولاه شغفاً كبيراً. ومع تحول الدوري الإسباني إلى الاحتراف، استغل برنابيو هذه الفرصة ليجعل من فريقه أول قوة عظمى في عالم كرة القدم.
وعندما أصبح رئيساً لريال مدريد في عام 1943، وضع ذو الشخصية الغامضة حزمه وعلاقاته وذكائه قيد الاستخدام الأمثل، مما أدى إلى تغيير الميرنجي، بالإضافة إلى إعادة الهيكلة الشاملة، وبناء فرق جديدة بجانب نادي كرة القدم، ما في ذلك فرق كرة اليد وكرة السلة.
لكن الأبرز مع بداية فترته كان بناء استاد “شارمارتن الجديد” والذي افتتح في عام 1947 وتم تحديثه طوال الخمسينيات، وتمت إعادة تسمية المنزل الجديد للريال باسم الرئيس في عام 1955.
وفاز ريال بالنسخ الخمس الأولى لما أصبح يعرف باسم كأس أوروبا -وبعد ذلك بكثير، دوري الأبطال- وتحت قيادة سانتياجو سطر الريال أعظم مسيرة قارية في التاريخ، وأصبح الأبيض أول فريق سوبر في العالم مع أهم أساطير كرة القدم، بما في ذلك الأرجنتيني دي ستيفانو والقاتل المجري فيرنس بوشكاس وريموند كوبا، وغيرهم العديد.
إرث يصعب تكراره
تقاعد دي ستيفانو وبعدها بوشكاش، ثم وصل جيل تاريخي من أقوياء بنفيكا، بالإضافة إلى أولئك الإيطاليين البارعين مع “كاتناتشيو”، وهو ما حجب هيمنة ريال مدريد، لكن الريال فاز بكأس أوروبي آخر في عام 1966، تحت قيادة برنابيو.
لم يكن هناك المزيد من الكؤوس الأوروبية في حياة برنابيو، ولكن عمله والأفكار منحت الفريق شهرة عالمية، ونجاح طاغي، وخلال فترة رئاسته التي استمرت 35 عامًا، فاز ريال مدريد بـ 71 كأسًا!
عندما توفي عن عمر 82 عامًا في صيف 1978، خلال فترة كأس العالم، أمر “الفيفا” بفترة حداد رسمية، وصلت الأرجنتين إلى الدور النهائي حينها، وتزامن خلال “عام الحزن المدريدي” رحيل دي ستيفانو ، اللاعب الأكثر ارتباطًا بالرئيس الشعبي.
اقرأ ايضاً
