ما هي رواتب دييغو سيميوني مع أتلتيكو مدريد وجميع الأندية؟

يكسب دييغو سيميوني أعلى راتب بين جميع مدربي كرة القدم في العالم، بعدما جدد تعاقده مع أتلتيكو مدريد ليحصل على ما مجموعه 42 مليون يورو شاملة الضرائب والمكافآت في نهاية عقده، بمعدل 12.84 مليون يورو سنوياً، وهو رقم غير مسبوق جعل منه المدرب الأغنى في كرة القدم الأوروبية والعالمية.

هذا الراتب الضخم لا يأتي من فراغ، بل هو ثمرة رحلة استثنائية امتدت لأكثر من عقد من الزمن مع فريق الأتلتي، حيث قاده نحو المجد المحلي والقاري، متحدياً هيمنة ريال مدريد وبرشلونة رغم فارق الإمكانيات الهائل بين التاريخ والجماهيرية.

وتسببت مجهودات دييغو سيميوني في رفع قيمة رواتب لاعبي أتلتيكو مدريد، وتحقيق مداخيل غير عادية من الاعلانات وحقوق البث التلفزيوني.

ما هي قيمة أول راتب في مسيرة دييغو سيميوني؟

بدأت مسيرة دييغو سيميوني التدريبية بعد اعتزاله لعب كرة القدم مباشرة مع ناديه السابق راسينغ كلوب الأرجنتيني، حيث خاض آخر مباراة له كلاعب في 2006، قبل أن يبدأ مغامرته التدريبية مع نفس الفريق بعد أيام من قرار تعليق الحذاء.

على الرغم من البداية المهتزة، إلا أن الفريق أنهى البطولة بشكل قوي، لكن انتخاب رئيس جديد للنادي دفع سيميوني إلى الرحيل في مايو 2006.

في تلك الفترة، وبحسب الأوضاع المالية المعتادة في الكرة الأرجنتينية، قُدر راتب دييغو سيميوني السنوي ما بين 200 و500 ألف دولار فقط.

كم كان راتب سيميوني مع إستوديانتس وريفر بليت؟

انتقل سيميوني لتدريب إستوديانتس دي لا بلاتا في مايو 2006، وحقق معه لقب الدوري الأرجنتيني لأول مرة منذ 23 عامًا بعد الفوز على بوكا جونيورز، وهو إنجاز نال من خلاله إشادة واسعة، خاصة من الأسطورة الراحل روبرتو بيرفومو، الذي وصفه بأنه “مدرب بالفطرة”.

ورغم عدم توفر أرقام دقيقة عن راتبه هناك، تشير التقديرات إلى أن سيميوني كان يتقاضى ما بين 300 إلى 600 ألف دولار سنوياً، وهو مبلغ قريب نوعاً ما من راتبه السنوي مع راسينغ كلوب.

بعدها، وفي ديسمبر 2007، تسلم سيميوني تدريب نادي ريفر بليت، خلفًا لدانييل باساريلا، وفي موسمه الأول، قاد الفريق للفوز بلقب كلاوسورا 2008 بعد الانتصار على أوليمبو، لكن الخروج المبكر من كأس ليبرتادوريس والتراجع المحلي جعله يعلن استقالته في نوفمبر من نفس العام.

وبحكم مكانة ريفر بليت الكبيرة، يُعتقد أن راتبه في تلك الفترة تراوح بين 500 ألف إلى مليون دولار سنويًا.

ثم تولى تدريب سان لورينزو الأرجنتيني في 2009 خلفًا لميغيل أنخل روسو، لكنه استقال في 2010 بسبب النتائج السلبية والانتقادات، ورغم قصر الفترة، إلا أن مصادر متطابقة تُقدر راتبه بنحو 400 إلى 800 ألف دولار سنويًا.

راتب سيميوني مع كاتانيا الإيطالي

كانت المحطة الأوروبية الأولى لدييغو سيميوني مع نادي كاتانيا الإيطالي في يناير 2011، حيث ساعد الفريق على النجاة من الهبوط في الكالتشيو، قبل أن يغادر في يونيو من نفس العام، وبالنظر إلى متوسط رواتب المدربين في إيطاليا آنذاك، يُرجح أن راتبه كان يتراوح بين 500 ألف إلى مليون يورو سنويًا.

وعاد بعد ذلك لتدريب راسينغ كلوب مجددًا لفترة قصيرة، ثم خطا الخطوة الكبرى نحو المجد عندما تولى قيادة أتلتيكو مدريد في ديسمبر 2011، ليبدأ مسيرة تاريخية لا تزال مستمرة حتى الآن.

صناعته للمجد مع أتلتيكو مدريد.. والراتب الأضخم في التاريخ

تولى المدرب الأرجنتيني، الذي بات اليوم رمزًا لفريق أتلتيكو مدريد، قيادة الفريق في ديسمبر 2011، وكان الفريق حينها في المركز العاشر في الليغا.

ومنذ لحظة وصوله، غير سيميوني شكل الفريق الذي مثله كلاعب، وصنع منه فريقًا يتمتع بشخصية قوية، يعتمد على الانضباط التكتيكي والشراسة الدفاعية والقوة البدنية، وهو أسلوب بات يُعرف في أوروبا باسم طريقة سيميوني.

في موسمه الأول، نجح المدرب الذي كان يبلغ من العمر حينها 41 عامًا في قيادة فريقه للفوز بالدوري الأوروبي بعد التغلب على أتلتيك بلباو بثلاثية نظيفة في النهائي.

وبعدها بعامين فقط، تمكن سيميوني من تحقيق إنجاز تاريخي بقيادة أتلتيكو مدريد للتتويج بلقب الدوري الإسباني في موسم 2013/2014، رغم رحيل الهداف الكولومبي راداميل فالكاو إلى موناكو.

لكن الحلم الأوروبي اصطدم بمرارة في نهائي دوري أبطال أوروبا 2014، عندما خسر أتلتيكو في الدقائق الأخيرة أمام ريال مدريد بنتيجة 4-1 بعد التمديد، رغم التقدم بهدف من المدافع الأوروجوياني دييجو جودين.

عاد سيميوني ليقود الفريق إلى نهائي الأبطال مرة أخرى في 2016، وخسر مجددًا أمام ريال مدريد، لكن هذه المرة بركلات الترجيح، بعد تعادل 1-1 كان قد سجله البلجيكي يانيك كاراسكو، أحد أبرز لاعبي الفريق آنذاك.

ورغم هذه النكسات الأوروبية مع أتلتيكو مدريد، حافظ سيميوني على تنافسية الفريق محليًا، وفي موسم 2020/2021، نجح في التتويج بلقب الليغا للمرة الثانية، بقيادة المهاجم الأوروغوياني لويس سواريز، الذي انضم من برشلونة بعد خلافات مع الإدارة الكتالونية.

وخلال فترة تدريبه لأتلتيكو، فاز سيميوني بثمانية ألقاب كبرى، منها لقب الدوري الإسباني مرتين (2014 و2021)، وكأس الملك، والسوبر الإسباني، والدوري الأوروبي مرتين، والسوبر الأوروبي مرتين، ليصبح بذلك المدرب الأكثر نجاحًا في تاريخ النادي من حيث عدد البطولات وعدد الانتصارات، إذ تجاوز حاجز الـ300 فوز في جميع المسابقات.

ورغم أزمة كورونا في 2020 التي أجبرت النادي على خفض الرواتب، وافق سيميوني وطاقمه الفني واللاعبون على خفض 70% من رواتبهم لتقليل العبء المالي على النادي، ما زاد من احترامه لدى جماهير الأتلتي.

ويُعد دييغو سيميوني اليوم ليس فقط المدرب الأعلى أجرًا في العالم، بل نموذجًا نادرًا في عصر المدربين المتنقلين، إذ بقي مع فريق واحد لأكثر من 13 عامًا، وحقق فيه إنجازات جعلته يتفوق على كبار مدربي أوروبا من حيث التأثير والبصمة، رغم فوارق الميزانيات والأسعار والنجوم.

ما هي رواتب سيميوني مع جميع الأندية؟