غضب كتالوني بعد تعيين مشجع لريال مدريد مسؤولًا عن تقييم الحكام

يثير تعيين فران سوتو رئيساً جديداً للجنة التحكيم الإسبانية جدلاً واسعاً في أوساط الكرة الإسبانية، خاصة بعد الكشف عن التشكيلة الجديدة للجنة التي تضم وجوهاً مثيرة للجدل أبرزها خبير الأمن السيبراني والهاكر السابق تشيما ألونسو، المشجع المعلن لريال مدريد.
جاء هذا القرار بعد أن قرر رئيس الاتحاد الإسباني رافائيل لوزان إزاحة لويس مدينا كانتاليخو من منصبه وتعيين سوتو بدلاً منه، في خطوة تهدف لإصلاح منظومة التحكيم الإسبانية التي طالما انتقدتها الأندية الكبرى وعلى رأسها ريال مدريد.
أعضاء لجنة التحكيم الإسبانية الجديدة
تضم اللجنة الجديدة ثلاثة حكام سابقين هم غريغوريو برنابي غارسيا وخوسيه لويس ليسما لوبيز ودانييل ماركوس ألفاريز، بالإضافة إلى ممثل عن نادي إشبيلية كالنادي المختار في اللجنة، وألفارو نيغريدو كممثل عن اتحاد اللاعبين الإسبان، ومدرب سابق سيتم اختياره لاحقاً من قبل الاتحاد الإسباني.
يحمل ألفارو نيغريدو تاريخاً حافلاً في الكرة الإسبانية والإنجليزية، حيث سبق له اللعب لريال مدريد في بداياته، وقضى أيضًا فترات ناجحة مع أندية إشبيلية وفالنسيا وألميريا وقادش، ويُعرف بأنه أحد المهاجمين الإسبان الذين تألقوا خلال العقد الماضي، كما شارك في تتويج منتخب إسبانيا بكأس أوروبا عام 2012.
لكن التعيين الأكثر إثارة للجدل كان اختيار تشيما ألونسو لمنصب رئيس الابتكار والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في اللجنة، الذي بدأ حياته المهنية كهاكر قبل أن ينتقل إلى عالم الأمن السيبراني ويعمل لاحقًا مع شركة تليفونيكا العملاقة.
لماذا يثير تعيين تشيما ألونسو الجدل؟
ما أثار غضب برشلونة وجماهيره هو التصريحات والمنشورات القديمة لألونسو على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أعلن صراحة انتمائه لريال مدريد قائلاً “أنا مدريدي، راؤولي وإيكيري” في إشارة لحبه لراؤول غونزاليس وإيكر كاسياس أسطورتي النادي الملكي.
كما نشر تعليقات ساخرة تجاه برشلونة مثل “الحكم يرتدي الأزرق، وبرشلونة يلعب بالأزرق والقرمزي، سأتركها عند هذا الحد” و”أكثر من نادي… نادي وحكمين” في إشارة واضحة لشعار برشلونة الشهير.
دور ألونسو الجديد سيكون محورياً في مستقبل التحكيم الإسباني، حيث سيقود تطوير الأدوات التي يستخدمها الذكاء الاصطناعي لتقييم أداء الحكام وترشيح الحكم المثالي لكل مباراة.
كما سيتم استخدام نظام نقاط شفاف لتحديد الحكام الذين سيتم ترقيتهم أو تخفيض درجاتهم في الدوري الإسباني والدرجة الثانية، وهو نظام سيكون مكشوفاً للجمهور.
الشخصية الوحيدة التي احتفظت بمنصبها في اللجنة الجديدة هي يولاندا بارغا، المسؤولة عن تحكيم الدوري النسائي الإسباني، لكنها أيضاً لم تسلم من الانتقادات كونها متزوجة من الحكم السابق ومندوب ريال مدريد الحالي في أيام المباريات ميغيا دافيلا، مما أضاف بعداً آخر للاتهامات حول انحياز اللجنة الجديدة لصالح النادي الملكي.
هذه التطورات تأتي في ظل ضغوط متزايدة من ريال مدريد لإصلاح منظومة التحكيم، بينما ترى برشلونة في هذه التعيينات محاولة واضحة لتكريس هيمنة الغريم التقليدي على قرارات التحكيم في الكرة الإسبانية، مما ينذر بمعارك جديدة بين العملاقين خارج المستطيل الأخضر.