واصل منتخب إنجلترا للسيدات حملة الدفاع عن لقبه في بطولة أمم أوروبا 2025، بعد فوزه الصعب والمثير على نظيره الإيطالي بنتيجة (2-1) بعد التمديد لشوطين إضافيين، اليوم الثلاثاء 22 يوليو 2025، على ملعب مدينة جنيف السويسرية.
وجاء الانتصار بعد مباراة تكتيكية من العيار الثقيل، شهدت تفوقًا متبادلاً وندية حتى اللحظات الأخيرة، قبل أن تحسم إنجلترا الأمور في الدقيقة الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني عن طريق نجمة آرسنال “كلوي كيلي”.
وبلغ المنتخب الإنجليزي للسيدات المباراة النهائية للمرة الثانية تواليًا لمواجهة الفائز من المباراة الثانية للدور نصف النهائي والتي ستجمع ألمانيا مع إسبانيا غدًا الأربعاء 23 يوليو 2025.
بداية متوازنة وتقدم إيطالي مباغت
دخلت سيدات إنجلترا اللقاء بقوة وبنية هجومية واضحة، حيث فرضن ضغطًا مبكرًا على الدفاع الإيطالي، وكادت لورين جيمس أن تفتتح التسجيل بعد تمريرة مميزة من لورين هيمب في الدقيقة 10، إلا أن محاولتها وجدت الحارسة لورا جولياني في المكان المناسب.
وأبدت إنجلترا رغبة واضحة في السيطرة على مجريات اللعب من خلال امتلاك الكرة والتحركات النشطة على الأطراف، لكن المنتخب الإيطالي بقيادة القائدة المتألقة كريستيانا جيريللي عرف كيف يصمد أمام الضغط، قبل أن يباغت خصمه بهدف عكسي لمسار اللقاء.
واستغلت باربارا بونانسا كرة مرتدة داخل منطقة الجزاء وسددت بقوة في سقف المرمى عند في الدقيقة 32، لتُعلن تقدم “الآتزوري” للمباراة الخامسة تواليًا في البطولة.
أجييمانغ تُنقذ إنجلترا وكيلي تحسم التأهل
استمر الأداء الإيطالي القوي في الشوط الثاني، حيث تألق الدفاع في صد المحاولات الإنجليزية، كما برزت جيريللي من جديد في توزيع الكرات وربط الخطوط قبل خروجها مصابة في الدقيقة 62، وهو ما أثر تدريجيًا على إيقاع المنتخب الإيطالي.
ورغم استحواذ إنجلترا على الكرة، فإن محاولات التوغل باءت بالفشل أمام صلابة الدفاع، حتى الدقيقة 92، عندما تمكنت البديلة الشابة ميشيل أجييمانغ من تسجيل هدف التعادل من تسديدة أرضية قوية، أعادت الأمل للبؤات في اللحظات الأخيرة.
وفي الشوطين الإضافيين، فرضت إنجلترا ضغطًا متواصلًا على الدفاع الإيطالي الذي تراجع بوضوح، وكادت أجييمانغ أن تحسم النتيجة بتسديدة ارتطمت بالعارضة.
لكن الحسم جاء في الدقيقة 119، بعد أن تعرضت بيث ميد لعرقلة داخل المنطقة من إيما سيفيريني، ليحتسب الحكم ضربة جزاء.
وتقدمت كلوي كيلي لتنفيذ ضربة الجزاء، وسددت بقوة لكن الحارسة الإيطالية تصدت لها، قبل أن تعود الكرة إليها وتُسكنها في الشباك، مانحة إنجلترا بطاقة العبور إلى النهائي، وسط فرحة كبيرة داخل أرض الملعب وعلى المدرجات.
وتأهلت إنجلترا إلى هذا الدور بعد مباراة عصيبة أمام السويد في ربع النهائي، تأخرت خلالها بهدفين قبل أن تعود في الدقائق الأخيرة وتفرض التعادل، ثم تحسم التأهل بركلات الترجيح في سيناريو مثير شهد تسجيل خمس ركلات فقط من أصل 14 محاولة.
ورغم الخبرة الكبيرة التي كانت تمتلكها “لبؤات إنجلترا”، إذ خضن نصف النهائي الأوروبي للمرة السابعة في تاريخهن، إلا أن معدل النجاح لم يكن يتجاوز 50% في هذا الدور قبل هذه النسخة، حيث كن قد تأهلن إلى النهائي ثلاث مرات فقط سابقًا.
لكن ما منح الإنجليزيات دفعة معنوية كبيرة حينها، هو وجود المدربة الهولندية المخضرمة سارينا فييغمان، التي كانت قد نجحت في قيادة منتخبين مختلفين إلى النهائي في النسختين الماضيتين من البطولة، وأصبحت أول مدربة تصل إلى النهائي ثلاث مرات متتالية مع ثلاثة منتخبات مختلفة.
إيطاليا.. مغامرة مفاجئة توقفت عند عتبة نصف النهائي
في المقابل، خاضت إيطاليا البطولة كمفاجأة غير متوقعة، بعدما فجّرت مفاجأة مدوّية بوصولها إلى المربع الذهبي، وهو أفضل إنجاز لها منذ حلولها وصيفة في نسخة 1997.
ولم تكن بداية الإيطاليات قوية، إذ تأهلن من دور المجموعات بفوز وتعادل وخسارة، قبل أن يصعقن النرويج بهدف قاتل في الدقيقة 90 من ربع النهائي، ما منحهن بطاقة العبور إلى نصف النهائي.
لكن المغامرة توقفت أمام أحد أقوى المنتخبات في العالم، حيث لم تنجح إيطاليا في تجاوز عقبة إنجلترا، لتتكرر خسارتهن أمام أحد المصنفين الخمسة الأوائل، بعدما سبق لهن أن خسرن أمام إسبانيا في دور المجموعات بنتيجة 3-1، في إشارة إلى الفارق الكبير في المستوى بين الطموح والواقع.
اقرأ ايضاً
