خرج نادي برشلونة بأقل الأضرار من مواجهة ضيفه الإنتر وفرض عليه تعادلًا دراميًا بنتيجة (3-3)، اليوم الأربعاء 30 أبريل 2025، على ملعب لويس كومبانيس الأولمبي “مونتجويك”، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2025-24.
وشهدت المباراة إثارة كبيرة بالأخص في الشوط الأول، إذ تقدم الإنتر بهدفين في أول 20 دقيقة، كما تقدم مرة ثالثة بالشوط الثاني، ولكن برشلونة انتفض وانهى اللقاء بالتعادل قبل مباراة الإياب الحاسمة على ملعب سان سيرو، يوم 6 مايو 2025.
ويتأهل الفائز من برشلونة والإنتر بمجموع المباراتين إلى النهائي على ملعب أليانز أرينا في ميونخ، لمواجهة الفائز من المباراة الأولى لنصف النهائي والتي تجمع آرسنال وباريس سان جيرمان، علمًا بأن الأخير حسم الفوز في الذهاب على ملعب الإمارات بهدفٍ دون رد.
وفاجأ الإنتر أصحاب الأرض بهدف مبكر للغاية هو الأسرع في تاريخ الفريق بدوري الأبطال بعد مرور 30 ثانية فقط، حينما أبدع المهاجم ماركوس تورام في تحويل عرضية دومفريس الأرضية بلمسة رائعة بالكعب إلى داخل شباك تشيزني.
لم يكتف الإنتر بذلك، حيث صعق البرسا بالهدف الثاني عند الدقيقة 21، عندنا استغل دينزل دومفريس رأسية فرانشيسكو أتشيربي من ضربة ركنية داخل المنطقة، وصوبها بطريقة أكروباتية لتعانق المرمى.
ولكن المُبدع لامين يامال أعاد برشلونة إلى المباراة بشكل سريع، حين اقتحم منطقة الجزاء من الجهة اليمنى وتلاعب بالدفاع قبل أن يصوب كرة بباطن القدم اكتفى الحارس سومير بالوقوف ساكنًا ومتابعتها وهي ترتطم بالقائم وتستقر داخل الشباك عند الدقيقة 24.
استمر حصار برشلونة للإنتر حتى تمكن من تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 38 وبطريقة رائعة، بعد أن أرسل بيدري تمريرة طولية داخل المنطقة على رأس رافينيا الذي هيأ الكرة على طبق من ذهب إلى فيران توريس ليودعها داخل الشباك بسهولة.
واصل الفريقان أداءهما المميز والقوي في الشوط الثاني، وأشعل دومفريس القمة بوضع الإنتر في المقدمة للمرة الثالثة، حين استغل عرضية هاكان تشالهانوغلو من الركنية، وضربها رأسية استقرت داخل الشباك.
وجاء الرد سريعًا من الفريق الكتالوني بتصويبة صاروخية من البرازيلي رافينيا ارتطمت في العارضة وارتدت في ظهر الحارس سومير لتستقر في الأخير داخل المرمى عند الدقيقة 64.
وخطف إنتر التقدم مجددًا بهدف رابع في الدقيقة 74 عبر هنريك مخيتاريان، غير أن الهدف أُلغي بداعي التسلل على النجم الأرميني، بعدما رصدت تقنية التسلل الآلي تقدمه بأقل من 10 سنتيمترات على مدافع برشلونة.
وكانت تصويبة لامين يامال الخادعة والتي ارتدت من العارضة هي الأبرز في الدقائق المتبقية، لينتهي اللقاء بنتيجة التعادل.
وبدأ برشلونة اللقاء بتشكيلة مكونة من: فيوتشيك تشيزني، جيرارد مارتن، إينيغو مارتينيز، باو كوبارسي، جيوليس كوندي، فرينكي دي يونج، بيدري، داني أولمو، لامين يامال، رافينيا، فيران توريس.
بينما جاءت تشكيلة الإنتر كالآتي: يان سومير، أليساندرو باستوني، أتشيربي، بيتشيك، فيدريكو ديماركو، هينريك مخيتاريان، هاكان تشالهانوغلو، نيكولو باريلا، دومفريس، ماركوس تورام، لاوتارو مارتينيز.
البرسا الأفضل على الورق
دخل الفريق الكتالوني المواجهة بمعنويات مرتفعة بعد تتويجه بلقب كأس ملك إسبانيا للمرة الـ 32 في تاريخه، عقب فوزه المثير على غريمه ريال مدريد (3-2) بعد التمديد، ما منحه دفعة قوية لمواصلة مشوار رباعيته التاريخية هذا الموسم.
كما أن برشلونة لم يخسر أي مباراة على أرضه في البطولة الأوروبية هذا الموسم، بتحقيقه 5 انتصارات وتعادل وحيد، وسجل 3 أهداف أو أكثر في خمس مناسبات، ما يجعله مرشحًا لتحقيق نتيجة إيجابية قبل موقعة الإياب في ميلانو.
على الجانب الآخر، دخل فريق الإنتر المباراة وسط تراجع كبير في نتائجه المحلية، إذ فشل في تحقيق الفوز في آخر أربع مباريات، بتعرضه للهزيمة 3 مرات مقابل تعادل وحيد، وخسر مؤخرًا أمام روما (1-0) ليفقد صدارة الدوري الإيطالي.
ورغم هذا التراجع، فإن الإنتر قدم مستويات مميزة على الصعيد الأوروبي، حيث لم يخسر في آخر 6 مباريات بدوري الأبطال قبل مواجهة برشلونة، بتحقيقه 5 انتصارات وتعادل وحيد، وفاز في آخر ثلاث مباريات خارج أرضه، من بينها مباراتي فينورد وبايرن ميونخ.
وحملت المواجهة طابعًا ثأريًا بالنسبة لبرشلونة، الذي تطلع للانتقام من خسارته أمام الإنتر في نصف نهائي نسخة 2009-2010، حين قاد جوزيه مورينيو الفريق الإيطالي للتأهل إلى النهائي على حساب البلوجرانا رغم الخسارة إيابًا (1-0) في كامب نو.
وبشكلٍ عام، مالت الكفة بوضوح لصالح برشلونة في تاريخ مواجهاته ضد الإنتر، حيث خرج منتصرًا في 8 مناسبات من أصل 16 مواجهة جمعتهما في مختلف المسابقات الأوروبية، وتعادلا في 5 مناسبات، وخسر 3 مرات.
