الإنتر يتخلص من برشلونة بشق الأنفس ويعبر إلى نهائي دوري أبطال أوروبا 2025-24

شق نادي الإنتر طريقه بصعوبة بالغة نحو نهائي دوري أبطال أوروبا 2025-24 بعد أن تجاوز عقبة برشلونة في مواجهة نارية على ملعب سان سيرو، انتهت بنتيجة (4-3) بعد التمديد، اليوم الثلاثاء 6 مايو 2025.
وحسم الإنتر بطاقة التأهل بنتيجة (7-6) في مجموع المباراتين، في واحدة من أكثر مواجهات نصف النهائي إثارة في تاريخ البطولة، وسينتظر الفائز من آرسنال الإنجليزي وباريس سان جيرمان لمواجهته في ميونخ على ملعب أليانز أرينا.
دخل إنتر المباراة واضعًا نصب عينيه استثمار تعادل الذهاب المثير (3-3) في كامب نو، ونجح سريعًا في ضرب التوازن الكتالوني بهدف مبكر في الدقيقة 21، إثر هجمة مرتدة قادها فيديريكو دي ماركو بافتكاك ناجح من دي يونغ، ثم تمريرة ساحرة إلى ماركوس تورام الذي قدم كرة على طبق من ذهب إلى لاوتارو مارتينيز ليضعها في الشباك بلا عناء.
وفي الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول، ووسط احتجاجات من لاعبو برشلونة، لجأ الحكم شيمون مارشينياك إلى تقنية الفيديو، واحتسب ركلة جزاء على باو كوبارسي بعد تدخل عنيف على لاوتارو، ليتقدم هاكان تشالهان أوغلو ويسجلها بثقة في الزاوية اليسرى، ويضاعف النتيجة.

لكن برشلونة عاد إلى الملعب في الشوط الثاني بأسلوب مختلف وروح قتالية عالية، وبدأ الرد عبر الظهير الشاب جيرارد مارتين، الذي أرسل عرضية مثالية حولها إريك غارسيا بقوة في سقف الشباك عند الدقيقة 54.
وعاد جيرارد مارتين ليرسل عرضية بالمقاس من الجهة اليسرى وصلت على رأس داني أولمو الغير مُراقب، ليقابل الكرة برأسية قوية على يمين سومير معادلًا الكفة عند الدقيقة 60.
ووسط اندفاع هجومي هائل من كتيبة هانسي فليك، تمكن رافينيا من قلب الطاولة في الدقيقة 87، بتسجيل هدف ثالث بعد تسديدة ارتدت من يد يان سومر، ليعيدها البرازيلي ببراعة داخل الشباك، ويمنح برشلونة أفضلية واضحة في مجموع المواجهتين.
وحين ظن الجميع بأن البرسا حسم الانتصار والتأهل، ظهر المدافع فرانشيسكو أتشيربي ومنح الإنتر هدف التعادل في الدقيقة 90+3 بلمسة رائعة تجلى فيها دور أعظم مهاجمي الكرة، محولًا عرضية دومفريس إلى سقف شباك تشيزني؛ لتمتد المواجهة إلى شوطين إضافيين بعد التعادل بنتيجة (6-6) بمجموع المباراتين.
فراتيسي يحسمها
وفي الشوط الإضافي الأول، مالت الأفضلية للإنتر، تُرجمت بهدف حاسم في الدقيقة 99، إثر جملة فنية رائعة بدأت من تورام إلى مهدي طارمي، الذي مهد الكرة إلى البديل دافيدي فراتيسي ليسدد بهدوء في الزاوية البعيدة، ويمنح الإنتر تقدمًا لم يتنازل عنه حتى صافرة النهاية.
حاول برشلونة العودة مجددًا، إلا أن محاولات يامال ورافينيا اصطدمت بتألق غير عادي من الحارس السويسري يان سومير، لتنتهي المباراة بفوز مثير للنيراتزوري الذي نجح في التخلص من خصم شرس بشق الأنفس.
وكان الإنتر آخر نادٍ إيطالي يرفع يحقق لقب دوري الأبطال عام 2010، علمًا بأنه يستعد لخوض النهائي للمرة الثانية في آخر ثلاث سنوات.

وجاءت تشكيلة برشلونة الأساسية اليوم كالآتي: “تشيزني – جيرارد مارتن – إينييغو مارتينيز – باو كوبارسي – إيريك غارسيا. فرينكي دي يونغ – بيدري غونزاليس – رافينيا – داني أولمو – لامين يامال – فيران توريس”.
بينما ضمت تشكيلة الإنتر كل من: “يان سومر – فرانشيسكو أتشيربي – يان يسيك – أليساندرو باستوني – نيكولو باريلا – دينزل دومفريس – هاكان تشالهان أوغلو – هنريخ مخيتاريان – فيديريكو ديماركو – لاوتارو مارتينيز – ماركوس تورام”.
وكانت مباراة الذهاب في ملعب برشلونة بتعادل مثير بنتيجة (3-3)، ورغم أن النتيجة لم تمنح الأفضلية المطلقة لأي من الطرفين، إلا أنها قد تصب في مصلحة الإنتر، الذي يخوض لقاء اليوم مدعومًا بعاملي الأرض والجمهور.
وامتلك نادي الإنتر سجلًا لافتًا على ملعبه “سان سيرو” في المسابقة، حيث لم يعرف طعم الهزيمة في آخر 16 مباراة بدوري الأبطال، بتحقيقه 13 انتصارًا، و3 تعادلات، وذلك قبل مواجهة البرسا الليلة.
كما تفوق الإنتر تاريخيًا أمام الأندية الإسبانية على ملعبه (12 فوزًا، 10 تعادلات، 4 هزائم)، ويتضمن هذا السجل مواجهات عدة أمام برشلونة تحديدًا، لم ينهزم فيها سوى مرة واحدة من أصل 6 زيارات للفريق الكتالوني إلى ميلانو.
ودخل الإنتر المباراة وسط تراجع نسبي في النتائج، حيث حقق فوزًا واحدًا فقط في آخر 6 مباريات، وجاء هذا الانتصار في التوقيت المناسب نهاية الأسبوع الماضي أمام هيلاس فيرونا، ليحافظ به على حظوظه في سباق التتويج بلقب الدوري الإيطالي.
في المقابل، حاول نادي برشلونة مواصلة مساعيه لحصد رباعية تاريخية هذا الموسم، بعدما حصد بالفعل لقبي كأس السوبر الإسباني وكأس الملك، ويُصارع حاليًا على جبهتي الدوري الإسباني ودوري الأبطال.
وحقق برشلونة فوزًا بشق الأنفس في الجولة الأخيرة من الليغا الإسبانية، بعدما قلب تأخره أمام ريال بلد الوليد إلى انتصار بنتيجة (2-1)، في مباراة أبرزت عزيمة البرسا رغم معاناة بدنية واضحة.
وكان رجال المدرب هانسي فليك مطالبين بتحقيق فوز نادر وصعب خارج الديار في نصف نهائي دوري الأبطال، إذ لم يسبق للفريق أن حقق سوى فوزين فقط في 15 مباراة سابقة في هذا الدور خارج ملعبه، وتعادل في مباراتين وخسر 11 مرة.