كرة يد.. ألمانيا تخطف الانتصار من أنياب مصر في نهائي مثير لبطولة العالم للناشئين
واصل المنتخب المصري مسلسل معاناته مع كرة اليد في اللحظات الحاسمة، بعدما خسر لقب بطولة العالم للناشئين تحت 17 عاماً بسيناريو مثير أمام ألمانيا بنتيجة (43-44)، في النهائي الذي امتد لأشواط إضافية، اليوم السبت 1 نوفمبر 2025، على صالة محمد الخامس بالدار البيضاء.
وحصدت ألمانيا لقب بطولة العالم لكرة اليد تحت 17 عامًا، بينما سقط المنتخب المصري مجدداً في فخ دراما الخسائر في اللحظات الحاسمة، مكتفيًا بالمركز الثاني بعد مباراة أثبت فيها أنه قريب جدًا من الفوز لكنه لم يكتب له الحظ أن ينال اللقب.
الفراعنة يصارعون حتى الثواني الأخيرة
بدأت المباراة بحماس شديد من كلا الفريقين، حيث حاول كل طرف فرض سيطرته على مجريات اللعب، وكانت التوقعات تصب في صالح ألمانيا قبل المباراة، لكن مصر أظهرت روحًا قتالية كبيرة منذ البداية.
وكان الأداء في الدقائق الأولى متقارباً، ولم يتمكن أي فريق من الابتعاد بأكثر من هدفين. قاد يوسف أحمد هجوم مصر وسجل ستة أهداف من ثمانية محاولات في الشوط الأول، بينما كان كل من مؤاز إبراهيم وزين إسماعيل يضيفان أربعة أهداف لكل منهما.
وفي اللحظة الأخيرة من الشوط الأول، تمكن الفريق الألماني من تسجيل هدف قبل الصافرة ليتفوق 18-17.
الماكينات الألمانية تحسم الدراما في الوقت الإضافي
مع بداية الشوط الثاني، بدأت مصر بشكل قوي، ونجحت في التقدم 25-21 بعد سلسلة أهداف سريعة، ما أعطى الجماهير الأمل في قلب النتيجة. لكن ألمانيا ردت بقوة، وتمكنت من معادلة النتيجة 27-27 بعد هجمة سريعة، ليبدأ الصراع على كل هدف في دقائق حاسمة.
ظلت المباراة متقاربة حتى الثواني الأخيرة، وتمكن الفريق الألماني من تسجيل هدف قاتل قبل انتهاء الوقت الأصلي، لتنتهي المباراة بالتعادل 37-37 ويلجأ الفريقان إلى الوقت الإضافي.
في الوقت الإضافي، ظهر تميز لاعبي ألمانيا وخاصة ليو نواك ويوليوس بوثكه، اللذين سجلا معظم أهداف الفريق، ليحسموا الفوز 44-43 لصالح الألمان.
مصر.. روح الفراعنة تصارع حتى اللحظة الأخيرة
وصل المنتخب المصري إلى نهائي بطولة العالم تحت 17 عامًا بعد عروض قوية في جميع مبارياته بالدور الأول، معتمدًا على تنظيم دفاعي متماسك وأداء هجومي متوازن. بلغ متوسط تسجيل مصر 35 هدفًا في المباراة، أي أقل من ألمانيا، لكنه حافظ على السيطرة طوال البطولة ولم يتأثر بالضغط في اللحظات الحرجة.
الاختبار الأصعب جاء في نصف النهائي أمام إسبانيا، أحد أقوى الفرق هجوميًا في البطولة. الشوط الأول انتهى بتعادل 12-12، لكن مصر نجحت في الشوط الثاني في استغلال تراجع الحارس الإسباني وفتحت الفارق بثلاثية متتالية، لتصبح النتيجة 20-18 عند الدقيقة 45.
رغم محاولات الإسبان للعودة، فرض الفراعنة انضباطهم الدفاعي وأحبطوا كل المحاولات، لتنتهي المباراة بفوز مصر 31-28، بفضل تألق الحارس عبد الملاك مبروك الذي تصدى لعشر كرات حاسمة، وأداء هجومي متوازن من عبد الرحمن الجمال ومؤمن بكير.
قاد هذا الانتصار مصر إلى ثالث نهائي عالمي في تاريخها بمختلف الفئات، بعد نهائي 1993 للشباب و2019 للناشئين، لتقف اليوم على بعد خطوة واحدة من كتابة إنجاز جديد.
ووصل المنتخبان إلى المباراة النهائية دون أن يتعرض أي منهما للهزيمة، غير أن مسيرتهما إلى هذا المشهد الختامي جاءت متباينة شكلاً ومضمونًا.
ألمانيا.. آلة تهديفية تحسم النهائي في الوقت القاتل
واجهت مصر تحديًا أصعب في النهائي أمام ألمانيا، الفريق الأكثر جاهزية من الناحية البدنية والذهنية في البطولة. بدأت المباراة قوية ومتوترة، حيث تقدم الفراعنة في بعض الفترات، لكن الألمان كانوا دائمًا قريبين، مستفيدين من العمق الهجومي وقوة لاعبيهم في الدفاع والهجوم على حد سواء.
انتهى الوقت الأصلي بالتعادل 37-37، مع تبادل السيطرة بين الفريقين، لتدخل المباراة في الوقت الإضافي. وفي اللحظات الحاسمة، أظهر الألمان صلابة كبيرة، وتمكن اللاعبون ليو نواك وجولياس بوتكه من تسجيل أهداف حاسمة.
واستمرت الدراما حتى اللحظات الأخيرة، حيث سجل الألمان الهدف الأخير ليحسموا المباراة 44-43 في الوقت الإضافي، وسط خيبة أمل كبيرة للفراعنة الذين قدموا مباراة بطولية، لكنها انتهت بهزيمة مأساوية، تكمل مسلسل الهزائم القريبة من قلب الزمن.
بهذا الفوز، تُوّج المنتخب الألماني بأول نسخة من بطولة العالم تحت 17 عامًا، ليؤكد تفوقه العالمي في الفئات السنية، بينما تستمر مصر في تقديم مستويات رائعة لكنها تخسر في اللحظات المصيرية، محافظة على روحها القتالية رغم النتيجة القاسية.



