تعادل منتخبا عُمان وقطر بنتيجة (0-0)، في المواجهة التي جمعت بينهما على استاد جاسم بن حمد، مساء الأربعاء 8 أكتوبر 2025، في إطار الجولة الأولى من المرحلة الرابعة في الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم 2026، ليتأجل الحسم بشكل كامل وتبقى الحسابات مفتوحة في هذا الدور الحاسم للمجموعة الأولى التي تضم ايضًا منتخب الإمارات.
وبهذا التعادل، رفع المنتخبان رصيدهما إلى نقطة واحدة لكل منهما، في انتظار ما ستسفر عنه الجولة المقبلة التي ستشهد مواجهة عُمان مع الإمارات يوم الأحد المقبل، ثم لقاء قطر مع الإمارات بعد ثلاثة أيام، حيث سيتأهل صاحب المركز الأول فقط إلى المرحلة النهائية من التصفيات المؤهلة إلى المونديال الذي سيُقام في كندا والمكسيك والولايات المتحدة عام 2026.
بداية حذرة ومحاولات متبادلة
دخل المنتخبان المباراة بحذر واضح في الدقائق الأولى، مع أفضلية نسبية لقطر التي سعت لفرض أسلوبها على أرضها وبين جماهيرها.
وشكّل الثنائي سلطان البريك وإدملسون جونيور مصدر الخطورة الرئيسي في الجبهة اليمنى، حيث نجحا في إرباك الدفاع العُماني في أكثر من مناسبة.
وفي المقابل، اعتمد منتخب عُمان على الانضباط الدفاعي والارتداد السريع، وكاد أن يستغل خطأ فادحًا من المدافع سلطان البريك عندما مرر كرة قصيرة إلى الخلف، أجبرت الحارس محمود أبو ندى على الخروج من مرماه لتشتيتها تحت ضغط مباشر من عصام الصبحي الذي كاد أن يفتتح التسجيل لصالح الأحمر.
وحصل المنتخب القطري على أول فرصة حقيقية في الدقيقة 13 بعد تسديدة قوية من بوعلام خوخي من خارج المنطقة مرت فوق المرمى بقليل، لتبقى النتيجة على حالها.
الصبحي يهدد وأبو ندى يتألق
بدأ منتخب عُمان في كسب الثقة مع مرور الوقت، ونجح في تهديد المرمى القطري في الدقيقة 27 عندما تخلص عصام الصبحي بمهارة من مدافعه داخل المنطقة، وسدد كرة قوية بقدمه اليسرى أبعدها الحارس القطري محمود أبو ندى بثبات في واحدة من أبرز لقطات الشوط الأول.
وردّ المنتخب القطري بمحاولة خطيرة في الدقيقة 33 حين مرر محمد المانع كرة بينية رائعة إلى أكرم عفيف الذي حاول مباغتة الحارس ثاني الرشيدي، غير أن الأخير خرج في توقيت مثالي وأنقذ الموقف.
وقبل نهاية الشوط الأول، كاد ناصر الرواحي أن يمنح الأفضلية لعُمان برأسية خطيرة إثر ركلة ركنية، لكنها مرت فوق العارضة بقليل، فيما جاءت آخر محاولات قطر من خلال تسديدة أكرم عفيف التي تعامل معها الدفاع العُماني بسهولة، لينتهي الشوط الأول على وقع التعادل السلبي.
عفيف يواصل الإزعاج وقطر تبحث عن الحل
مع بداية الشوط الثاني، واصل أكرم عفيف نشاطه اللافت، حيث انطلق من العمق في الدقيقة 49 متلاعبًا بعدة مدافعين، قبل أن يطلق تسديدة قوية بقدمه اليمنى مرت بمحاذاة القائم الأيسر للحارس الراشدي وسط أنفاس جماهيرية حبست الأنفاس في المدرجات.
وحاول الإسباني جولين لوبيتيغي، المدير الفني لمنتخب قطر، تنشيط خط الهجوم بإجراء تبديل هجومي، إذ أشرك المعز علي بديلًا لـ أحمد الغانحي في الدقيقة 57، على أمل منح الفريق مزيدًا من العمق الهجومي، لكن الدفاع العُماني بقي صلبًا ومنظمًا بقيادة الثنائي عبدالسلام عامر وجمعة الحبسي، اللذين ساهما في إغلاق المساحات أمام الهجوم القطري.
في المقابل، لم يتراجع المنتخب العُماني واكتفى بالدفاع، بل حاول استغلال المساحات خلف الدفاع القطري عبر الهجمات المرتدة السريعة، وكاد أن ينجح في مباغتة أصحاب الأرض في الدقيقة 69 عندما خرج الحارس أبو ندى من مرماه لإبعاد كرة عرضية، لترتد أمام عبدالله فواز الذي حاول التسديد من مسافة بعيدة نحو المرمى الخالي، غير أن محاولته افتقدت للدقة ومرت بعيدة عن القائم.
رغم محاولات قطر المتواصلة، خصوصًا عبر تحركات عفيف وإدملسون من الأطراف، فإن صلابة الدفاع العُماني والتماسك الكبير في خط الوسط حالا دون وصول الكرات الخطيرة إلى المهاجمين.
وبدا المنتخب العُماني أكثر واقعية في تعامله مع الدقائق الأخيرة، حيث ركّز على تأمين مناطقه الخلفية وانتظار أخطاء المنافس؛ أما المنتخب القطري، فواصل ضغطه بحثًا عن هدف متأخر يُنقذ به النقاط الثلاث، لكن دون جدوى، بعدما غابت اللمسة الأخيرة أمام المرمى، لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي دون أهداف.
ويُنتظر أن تشهد الجولتان المقبلتان منافسة شرسة بين الثلاثي الخليجي قطر، عُمان، والإمارات، حيث سيكون الفوز في اللقاءات القادمة بمثابة مفتاح التأهل إلى المونديال، فيما سيحاول كل منتخب معالجة الأخطاء التي ظهرت في لقاء الدوحة قبل دخول المعترك الحاسم.
تباين في أداء قطر وعمان
مر المنتخب القطري بفترة من التراجع في نتائجه خلال مبارياته الأخيرة، إذ اكتفى بتحقيق فوز واحد فقط في آخر خمس مواجهات، بينما تلقى ثلاث هزائم وتعادل في مباراة واحدة، مما عكس تراجعاً واضحاً في استقرار الأداء والمستوى الفني للفريق.
وفي المقابل، قدم منتخب عمان أداءً أكثر توازناً في مبارياته الأخيرة، حيث تمكن من تحقيق الفوز في مباراتين والتعادل في مباراتين، بينما خسر مباراة واحدة فقط، ليحافظ على استقراره الفني ويظهر جاهزية أكبر لمواصلة مشواره في التصفيات.
وضمت تشكيلة عمان الاساسية كل من ” إبراهيم المخيني – ثاني الرشيدي – على البوسعيدي – خالد البريكي – أمجذ الحارثي – غانم الحبشي – عبدالله فواز – جميل اليحمدي – أرشد العلوي – عبدالرحمن المشيفري – عصام الصبحي.”
بينما ضمت تشكيلة منتخب قطر كل من ” محمود أبوندى – سلطان البريك – بوعلام خوخي – أيوب علوي – بيدرو ميغيل كوريا – محمد مناعي – عاصم مدابو – كريم بوضياف – أكرم عفيف – ادميلسون جونيور – أحمد الجانحي”
ويشار إلى أن المنتخبين التقيا في عدد من المواجهات السابقة التي شهدت تفوقاً واضحاً في الغالب لصالح المنتخب القطري، إلا أن آخر لقاء بينهما كان في عام 2024 ضمن الجولة الثانية من كأس الخليج العربي، وتمكن خلاله منتخب عمان من تحقيق الفوز بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد احرزه على المعز في الدقيقة الثانية، قبل أن يدرك عصام الصبحي التعادل لعمان في الدقيقة 20، ليعود اللاعب نفسه في الدقيقة 52 ويحرز هدف الفوز ويمنح منتخب بلاده ثلاث نقاط ثمينة.
