خطف أتلتيكو مدريد الإسباني الأضواء في ليلة إحتفالية تاريخية بمدينة بنغازي الليبية وتوّج بلقب النسخة الأولى من كأس الإعمار، إثر فوزه على الإنتر الإيطالي بركلات الترجيح بنتيجة (4-2)، عقب انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي (1-1).
واحتضن المباراة ملعب بنغازي الدولي الجديد مساء اليوم الجمعة 10 أكتوبر 2025، وسط حضور جماهيري فاق 40 ألف متفرج، في أجواء احتفالية جسدت روح الفرح والتجدد في ليبيا.
وبدأت المباراة بحماس كبير من الجانبين وسط تشجيع صاخب من الجماهير الليبية التي ملأت مدرجات الملعب الجديد عن آخرها، في مشهد يؤكد عودة الروح الرياضية إلى البلاد بعد سنوات من الغياب عن استضافة مثل هذه الأحداث.
وترجم أتلتيكو مدريد تفوقه النسبي في الشوط الأول بهدف رائع أحرزه كارلوس مارتين في الدقيقة 34، بعدما استغل كرة مرتدة وسددها بقدمه اليسرى في الزاوية العليا للحارس الإيطالي.
وردّ الإنتر بقوة في الشوط الثاني، حيث نجح المدافع يان أورييل بيسيك في تعديل النتيجة برأسية متقنة في الدقيقة 59، ليشتعل اللقاء مجددًا وتتعالى الهتافات في مدرجات بنغازي التي عاشت أجواء أوروبية خالصة.
موسو يتألق ويحسم اللقب لأتلتيكو
امتدت الإثارة إلى ركلات الترجيح، حيث كان الحارس الأرجنتيني خوان موسو نجم اللحظة، بعدما تألق في التصدي لركلتي جزاء ليمنح فريقه اللقب وسط فرحة كبيرة للاعبين والجهاز الفني بقيادة دييغو سيميوني.
وانطلقت الاحتفالات في الملعب عقب نهاية اللقاء، حيث رفع لاعبو أتلتيكو الكأس في أجواء مبهجة أمام الجماهير الليبية التي لم تتوقف عن الهتاف والتصفيق، في ليلة ستظل محفورة في ذاكرة المدينة التي عاشت مناسبة استثنائية بكل المقاييس.
حدث رمزي ورسالة سلام من ليبيا
جاء تنظيم المباراة بإشراف صندوق إعادة الإعمار والتنمية الليبي (FDRL)، وبالتعاون مع الاتحاد الليبي لكرة القدم، والسلطات المحلية، وعدد من السفارات الأوروبية.
وهدفت المبادرة إلى إبراز جاهزية ليبيا لاحتضان الفعاليات الرياضية الكبرى، وإرسال رسالة واضحة للعالم بأن البلاد تسير بخطى واثقة نحو الاستقرار، وأن الرياضة قادرة على أن تكون جسرًا للسلام والتعاون بين الشعوب.
وحظي الحدث بتغطية إعلامية واسعة واهتمام رسمي وشعبي كبير، باعتباره أول مواجهة كروية من هذا المستوى الدولي تُقام في بنغازي منذ سنوات طويلة.
وكان من المقرر في البداية أن يشارك نادي برشلونة في هذه الفعالية، إلا أنه انسحب لأسباب تتعلق بالسلامة، ليدفع غرامة مالية قُدّرت بنحو خمسة ملايين يورو.
وبدوره، وافق إنتر ميلان على خوض المباراة مقابل عائد مالي يبلغ ثلاثة ملايين يورو، ما جعلها صفقة مربحة من الناحية التجارية والرياضية للنادي الإيطالي.
