أخبار الرياضة

أزمة مالية جديدة تهدد طموحات برشلونة في دوري الأبطال

يقف برشلونة على أعتاب أزمة جديدة مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، بعد اتهامات بالتلاعب في الحسابات المالية لتجاوز قواعد اللعب المالي النظيف، وسط تقارير تشير إلى احتمالية فرض عقوبات صارمة تتراوح بين تقييد عدد اللاعبين المسجلين وصولاً إلى خصم النقاط.

رغم الموسم المميز الذي قدمه الفريق تحت قيادة المدرب الألماني هانزي فليك، والذي نجح خلاله في حصد لقب الدوري الإسباني وكأس الملك والسوبر الإسباني، إضافة إلى بلوغ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بعد تجاوز بنفيكا البرتغالي وبوروسيا دورتموند الألماني، إلا أن الأوضاع خلف الكواليس لا تزال تعاكس طموحات النادي الكتالوني.

ما هي المخالفة التي يحقق فيها اليويفا ضد برشلونة؟

فيحقق الاتحاد الأوروبي في شبهات تلاعب مالي متعلقة بتقديم عمليات بيع حقوق البث التلفزيوني، وخاصة الصفقة التي أبرمها النادي مع شركة Sixth Street عام 2022، على أنها أرباح تشغيلية، وهو ما يتعارض مع لوائح الاستدامة المالية الجديدة المعتمدة منذ عام 2023.

وما يزيد خطورة الموقف هو أن برشلونة ليس في موضع المخالفة الأولى، بل إنه عوقب بالفعل في أكتوبر الماضي بسبب تقديم بيانات مالية غير دقيقة، ما يجعله عرضة الآن لعقوبات أشد صرامة، من ضمنها تقليص عدد اللاعبين المسجلين في دوري الأبطال، فرض غرامات مالية مضاعفة، أو حتى خصم نقاط.

وعلى عكس أندية مثل تشيلسي أو أستون فيلا التي تواجه مخالفاتها للمرة الأولى، فإن تكرار برشلونة لهذه الانتهاكات يضعه في مرمى العقوبات المشددة.

ورغم النجاح الفني الكبير الذي عرفه الفريق هذا الموسم، خاصة بفضل موهبة لامين يامال، إلى جانب الأداء المستقر للجناح البرازيلي رافينيا، الذي قدم واحدة من أفضل مواسمه من حيث الفاعلية والانسجام داخل المنظومة، فإن تلك النجاحات تبقى مهددة بسبب الأزمة المالية.

ويبدو أن فليك، الذي أعاد النظام والانضباط التكتيكي للفريق في أول مواسمه مع برشلونة، قد يجد مشروعه مهددًا قبل أن يكتمل، حيث قد يضطر للتعامل مع قيود في تسجيل اللاعبين أو حتى في ميزانية التعاقدات، وهو ما قد يبطئ من وتيرة تطور المشروع الرياضي الذي بدأ في استعادة ثقة الجماهير.

بدأ برشلونة موسمه الحالي وسط أزمات، أبرزها عدم القدرة على تسجيل لاعبيه الجدد بسبب غياب الضمانات المالية الكافية، ما اضطر الإدارة للقيام بتنازلات كبيرة، تضمنت إعادة هيكلة رواتب، وتأجيل صفقات، واستخدام حلول محاسبية معقدة.

واليوم، يعود المشهد نفسه، لكن هذه المرة أمام هيئة أوروبية أكثر صرامة، قد لا تتساهل مع ما تصفه بأنه “تحايل مالي”.

ما تأثير العقوبات المحتملة على مستقبل برشلونة المالي؟

القرار النهائي من لجنة الرقابة المالية التابعة للاتحاد الأوروبي متوقع خلال الأسابيع المقبلة، ولكن الترقب يسود أروقة النادي الكتالوني، فالعقوبات المحتملة قد لا تضر فقط بصورة النادي عالميًا، بل أيضًا قد تحرم الفريق من مداخيل ضخمة في موسم 2025-2026، خاصة أن المشاركة في دوري الأبطال تمثل مصدرًا حيويًا للتمويل في ظل ديون ضخمة، وأعباء رواتب مرتفعة، ومصاريف مستمرة على مشروع “إسباي برسا” الذي لا يزال في طور الإنشاء.

ورغم أن الاستبعاد الكامل من البطولة الأوروبية يبدو مستبعدًا في الوقت الحالي، فإن أي عقوبة جزئية ستكون كفيلة بإعادة الحسابات داخل برشلونة، الذي كان يأمل أن يكون موسم فليك الأول بداية لمرحلة جديدة من الهيبة والاستقرار، قبل أن تعيد الأزمة المالية النادي إلى دائرة الخطر.

اقرأ ابضاً:

زر الذهاب إلى الأعلى