رافينيا يتفوق على مبابي وصلاح في إحصائية مثيرة تكشف التحول في منظومة برشلونة

على مدار السنوات الماضية، ارتبطت المنافسة على الأرقام التهديفية في أوروبا بأسماء مثل كريستيانو رونالدو وميسي ولويس سواريز وليفاندوفسكي، لتنتقل الى هالاند ومحمد صلاح وكيليان مبابي.

لكن هذا الموسم، برز اسم جديد في هذا السباق وهو البرازيلي رافينيا، الذي استعاد مستواه الذي اكتسب به نجوميته رفقة ليدز يونايتد.

نجح رافينيا في تجاوز الثنائي صلاح ومبابي من حيث الأهداف المسجلة من اللعب المفتوح دون ركلات جزاء، متصدرًا قائمة أفضل هداف في أوروبا بين عامي 2024 و2025 في جميع المسابقات،  برصيد 24 هدفًا، متفوقًا على مبابي (23 هدفًا) وصلاح (21 هدفًا)، دون أن يسجل أي هدف من ركلات الجزاء.

رافينيا في حقبة جديدة لبرشلونة

ما يميز رقم رافينيا أنه لم يكن الخيار الأول في هجوم برشلونة خلال الموسمين الماضيين، بل لعب أدوارًا مختلفة تحت قيادة تشافي هيرنانذيز بين الجناح وصانع اللعب المتقدم وحتى في بعض الفترات كمهاجم متأخر، ورغم ذلك، أثبت أنه أحد أكثر اللاعبين حسماً أمام المرمى في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.

ورفع رافينيا رصيده من الأهداف في دوري الأبطال الى 9 بعد هدف الفوز الذي سجله للبرسا أمام بنفيكا في ذهاب ثمن النهائي على ملعب دالوش، بالاضافة لتسجيل 13 هدفاً في الليغا، وثلاثة أهداف أخرى ما بين كأس الملك وكأس السوبر الإسباني.

إذا نظرنا إلى أدوار مبابي وصلاح، سنجد أنهما العنصران الرئيسيان في المنظومة الهجومية لفريقيهما (ريال مدريد وليفربول)، بينما في برشلونة، كان الحديث قبل بداية الموسم الحالي يدور حول ليفاندوفسكي وجواو فيليكس ولامين يامال وربما إمكانية عودة أنسو فاتي ومنح باو فيكتور وفيران توريس المزيد من الفرص.

ومع ذلك، وجد رافينيا طريقه للظهور كأكثر لاعب حاسم في الفريق الكتالوني، متجاوزًا التوقعات من جناح مهاري إلى هداف فعّال ذو لمسة قاتلة أمام المرمى.

مبابي وصلاح.. هل تأثرت أدوارهما؟

بالنسبة لمبابي، تراجع أرقامه من اللعب المفتوح، وقد يكون ذلك مرتبطًا بالدور الجديد الذي يلعبه في ريال مدريد كمهاجم مركزي، حيث يتحرك بشكل أكبر في العمق ويحاول الهروب من رقابة المدافعين.

بينما تركيز التسجيل بات أكثر توزعًا بينه وبين رودريغو وبيلينغهام وفينيسيوس جونيور عكس ما كان يتمتع به في فريقه القديم باريس سان جيرمان، حيث لعب بحرية وكانت الكرة تمرر له في كل الأوقات ولا أحد يشاركه التهديف بما في ذلك ميسي ونيمار حينما كانا معه.

أما محمد صلاح، فتعرض في بعض المباريات لرقابة صارمة منعته من تسجيل الأهداف من لعب مفتوح، كما أنه يهتم كثيراً بحكم موقعه كجناح بصناعة الألعاب وتقديم التمريرات المفتاحية والحاسمة، لتتأثر أرقامه من اللعب المقتوح بأسلوب لعب ليفربول مع سلوت الذي أصبح أقل اعتمادًا عليه كمصدر وحيد للأهداف، في ظل تألق نونيز ولويس دياز وكوادي غاكبو.

قراءة إحصائية.. من الأكثر تأثيرًا؟

إذا كانت الأهداف المسجلة من اللعب المفتوح مؤشرًا أكثر دقة على مدى تأثير اللاعب في بناء الهجمات وإنهائها دون الاعتماد على الركلات الثابتة، فإن رافينيا بهذا الرقم يقدم شهادة واضحة على مدى تطوره داخل برشلونة. اللاعب الذي كان يُنظر إليه كجناح مهاري فقط أصبح الآن حاسمًا أمام المرمى، في وقت يبحث فيه برشلونة عن هوية هجومية جديدة بعد نهاية عصر ميسي وتأثر فاعلية ليفاندوفسكي بعامل السن.