من هو والد رونالدو “جوزيه دينيس أفييرو” وكيف توفى؟
تمتع أسطورة كرة القدم البرتغالية كريستيانو رونالدو، بمسيرة مميزة مع الأندية التي مثلها ومنتخب بلاده، سمحت للجماهير والنقاد بوصفه ضمن الأفضل في تاريخ المستديرة، خاصةً مع توالي إنجازاته على المستوى التهديفي كأفضل هداف في تاريخ ريال مدريد ودوري أبطال أوروبا وكرة القدم الدولية، ومن ثم كأكثر إنسان يحظى بمتابعة عبر كافة مواقع التواصل الاجتماعي.
بعد الانضمام إلى صفوف مانشستر يونايتد والتألق بصورة ملحوظة في سن المراهقة، واصل “كريس7” مسيرته اللامعة رفقة النادي الملكي ريال مدريد، فأصبح معه أحد أكبر الأسماء الرياضية حول العالم وليس في كرة القدم فحسب.
لكن رغم كل هذه الصولات والجولات بداية من سبورتينج لشبونة ومانشستر يونايتد وصولا بريال مدريد ويوفنتوس والنصر السعودي، ورغم كل البطولات والألقاب والجوائز الفردية التي حققها، يشوب هذا النجاح العظيم “الحزن”، عندما يبدأ كريستيانو رونالدو في استرجاع ذكرياته الأسرية المضطربة.
حرب خاسرة في أنغولا
في فترة التسعينات من القرن ال20 ذهب والد كريستيانو رونالدو، خوسيه دينيس أفييرو، مضطرًا إلى الخدمة العسكرية، لخوض حرب لا تحظى بتأييد شعبي لمنع أنغولا من نيل استقلالها عن البرتغال.
كانت حرباً خاسرة (ضائعة) بلا معنى، ورأى فيها والد رونالدو وزملاؤه فظائع تركت وصمة عار في عقولهم، فقد كانت الظروف المعيشية مروعة، بينما كانت تُترك الجنود للموت جوعاً بسبب الإمدادات الغذائية الفاسدة.
والأسوأ من ذلك هو أن المرض اكتسح المعسكرات، فقد حُبس الكثير من الرجال مريضة على الأسِرَّة يعانوا من الملاريا والحمى، الأمر الذي جعلهم غير قادرين على الحركة لأسابيع.
كان معظم الجنود يعيشون على البيرة الأنجولية، والكوكا، لأن ماء النهر المحلي لم يكن آمنًا للشرب وكان ساخنًا لدرجة أنه لم يستطع إخماد العطش.
كل ذلك كان له تأثير كبير على أفييرو، الذي عاد رجلاً مكسورًا بعد أن خدم بلده.
كذبة الطبيب البيطري وإفلاس بعد حرب موزمبيق
بعد 13 شهرًا في أفريقيا، حيث قاتل أيضًا في موزمبيق، عاد أفييرو إلى البرتغال التي كان يعرفها بالكاد، لأن الديكتاتورية العسكرية التي كانت تحكم البلاد أنفقت الكثير من المال على الحرب، وعانت البرتغال من انهيار اقتصادي رهيب.
لم تكن هناك وظائف في جزيرة رونالدو ماديرا، وكان أفييرو بالكاد يستطيع شراء المشروبات في الحانات من الأصدقاء الذين كانوا يعتقدون أنه كان طبيباً بيطرياً في الجيش.
قال صديقه ورفيقه بالجيش جوزيه مانويل كويلو لشبكة ESPN: “لقد تم التخلي عنا. ولم يكن لدى قدامى المحاربين أي أموال ولا عمل”.
أضاف “بالطبع عندما أرى رونالدو، أتذكر والده: كان لديه مشاكل ولم يكن لديه أي شيء يأكله، لذلك كان يلجأ إلى الشرب”.
أتم “أصدقاؤه كانوا يشترون له المشروبات. لم يكن لديه أي مال. ولم يجد ما يأكله”.
رونالدو يحارب مع رجل البستان
أصبح أفييرو بستانيًا (رجل حقول)، ثم استكمل دخله بتولي منصب مسؤول المعدات الزراعية لـ’أندورينها’، وهو نادي مقره بضاحية فونشال في سانتو أنطونيو، وتم تكليفه بترتيب غرف تبديل الملابس والتأكد من غسل جميع أطقم اللاعبين.
لقد حصل على الوظيفة لأن رونالدو لعب لصالح الفريق، لكن تم السخرية من ابنه من قبل زملائه في الفريق لأن والده كان يشغل هذا المنصب السيء.
ومع ذلك، فإن ذلك جعل رونالدو أكثر جوعًا لتحقيق النجاح، لإظهار أنه غير قابل للتدمير لمن أزعجوه.
وبسبب تلك الحالة، كثيراً ما شوهد أفييرو وهو يعاود الشراب في حانة النادي الصغيرة، ليحارب بعدها رونالدو بفعل كل شيء لإبقاء والده على قيد الحياة.
لكن أموال العالم لم تستطع إيقاف ما لا مفر منه رغم وقوف رونالدو بجانب والده عندما توفي، وحينها وعده بأن يكون أفضل لاعب كرة قدم في العالم، ولم يخلف رونالدو وعده، وفاز بالكرة الذهبية 5 مرات ودوري أبطال أوروبا 5 مرات وكأس أوروبا “يورو 2016” مع البرتغال. لكن لسوء حظه، لم ير والده نجاحاته المذهلة.
كيف توفى والد رونالدو؟
توفي جوزيه دينيس أفييرو في عام 2005 بسبب فشل كبدي، عندما كان رونالدو في العشرين من عمره فقط بعد أن أمضى عامين مع مسيرته المشرقة على مسرح الأحلام “أولد ترافورد” بقميص الشياطين الحمر “مانشستر يونايتد”.
وخلال مقابلة مع الإعلامي الشهير بيرس مورجان انهار كريستيانو رونالدو، ولم يستطع حبس دموعه عندما سُئل عن ظروف الوفاة.
ورد رونالدو قبل أن يجهش في البكاء بقوله “لا أعرف والدي حقًا بنسبة 100٪. لقد كان شخصًا مخمورًا. لم أتحدث معه مطلقًا، مثل المحادثات العادية. لقد كان الأمر صعبًا”.
أضاف “لقد أصبحت الرقم واحد ولم ير شيئًا، ولم ير استلامي للجوائز، لم يعرف ما أصبحت عليه”.
فخر رغم الإدمان
تحدث الأسطورة رونالدو يوم 30 سبتمبر 2024، عن تمنيه لتواجد والده في الحياة، بعد أن سجل هدف فوز النصر السعودي أمام الريان القطري في دوري أبطال آسيا للنخبة، فقد تذكر عيد ميلاد والده الراحل “أفييرو”.
من الواضح أن كريستيانو رونالدو يفخر بوالده، وإلا لما تذكره كلما لاحت الفرصة، رغم أنه كان مُجرد جندي في الجيش البرتغالي قتله إدمان الكحول.
سبق لجوزيه دينيس أفييرو المشاركة في حروب مع البرتغال في أدغال إفريقيا، لكنه توفى قبل أن يرى كل ما حققه ابنه من نجاحات عظيمة في كرة القدم حين كان يخطو خطواته الأولى مع مانشستر يونايتد.