ما هي سيبيليس.. مكان احتفالات ريال مدريد بالبطولات؟

اعتاد ريال مدريد الاحتفال ببطولاته في أهم معالم المدينة “ساحة سيبيليس”، على مدار السنوات الماضية، وسط حضور عدد كبير من عشاقه.

ولم تكن تلك الساحة أو الميدان بهذه الشهرة الحالية على المستوى العالمي، رغم أنها أحد أبرز الرموز التاريخية في العاصمة الإسبانية.

وذاع صيت سيبيليس في مختلف أنحاء العالم منذ اعتمادها من جانب ريال مدريد ركناً من أركان احتفالاته بأي إنجاز محلي أو قاري بمختلف الألعاب وبخاصة كرة القدم.

ورغم الارتباط الوثيق في وقتنا الحالي بين النادي الملكي وبطولاته وساحة سيبيليس، إلا أنه ليس أول فريق إسباني يحتفل هناك بهذه الطريقة المعتادة.

وكان جاره أتلتيكو مدريد أول من فعل ذلك، حين احتفل في عام 1953 بمرور 50 عاماً على تأسيس النادي.

وتكرر الأمر من الأتلتي في عام 1962، إذ تجمع عشاق الفريق في سيبيليس، للاحتفال بلقب كأس الكؤوس الأوروبية، بعد الفوز في المباراة النهائية أمام فيورنتينا الإيطالي.

 

كما شهدت الساحة احتفالات أخرى من المشجعين هي الأكثر ترابطاً على الإطلاق في تاريخ البلاد، عندما نجح المنتخب الإسباني في بلوغ نصف نهائي كأس العالم نسخة المكسيك 1986، على حساب الدنمارك.

واخيراً جاء دور ريال مدريد للاحتفال في الساحة على غرار أتلتيكو مدريد والمشجعين الإسبان في موسم 1987، بعد أن تأهل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بإقصاء العملاق الألماني بايرن ميونخ من دور ثمن النهائي بريمونتادا قوية.

ما سر تسمية ميدان سيبيليس؟

ترجع تسمية ميدان سيبيليس في العاصمة الإسبانية مدريد بهذا الاسم، إلى آلهة “سيبيل” اليونانية، والتي يُرمز لها بتمثال لامرأة تدعى “فيرجينيا” يعتقد اليونانيون أنها آلهة الخصوبة.

ونحت هذا التمثال في بدايات القرن الثامن عشر على صخر أرجواني بتصميم من قبل المهندس المعماري فينتورا رودريغيز في عام 1782، ويتجسد بامرأة تجلس على عربة يجرها اسدين.

في البداية كانت النافورة توفر المياه لمواطني مدريد، وفي عام 1895 تم نقلها إلى وسط ساحة سيبيليس وأصبحت عنصراً زخرفياً.

وكان الاسم الأصلي لساحة سيبيليس هو “بلاثا دي مدريد” أي ساحة مدريد، ولكن في عام 1900، أطلق عليها مجلس المدينة اسم “بلاثا دي كاستيلار”، والتي تم استبدالها في النهاية باسمها الحالي “بلاثا دي سيبيليس”.

لماذا يحتفل ريال مدريد في سيبيليس؟

لا يوجد سبب محدد ومُعلن من ريال مدريد بشأن احتفالاته المعتادة في ساحة سيبيليس بأي لقب يتوج به، وبالتحديد منذ أول مرة فعل ذلك في عام 1987.

ولم يكن احتفال النادي الملكي الأول في سيبيليس مرتبط بتحقيق لقب محلي أو قاري، وانما بتمكن الفريق من قلب الطاولة على بايرن ميونخ والتأهل إلى نصف نهائي دوري الأبطال آنذاك.

وكان ريال مدريد خاسراً في لقاء الذهاب بدور ربع نهائي دوري أبطال أوروبا على أرض البايرن بثلاثة اهداف مقابل هدفين، وتمكن في الإياب من الفوز بهدفين دون رد، لتخرج جماهيره للتعبير عن فرحتهم بهذا الانتصار.

ومنذ تلك اللحظة تعلق عشاق المرينجي بساحة سيبيليس، وتطورت الأمور حتى أصبحت من تقاليد النادي، وأصبح واجباً على اللاعبين والطاقم الفني للفريق، النزول في حافلة مكشوفة للتجول بالساحة وسط الجماهير.

كما تعودت الجماهير رؤية قائد ريال مدريد يلف وشاح يحمل شعار الفريق حول تمثال النافورة، وأضاف أسطورة الدفاع والقائد السابق للفريق “سيرخيو راموس”، بصمته الخاصة في الاحتفال بتقبيل التمثال.